التطعيم و الاجراءات الاحترازية: مفاتيح التعافي
مع صعوبة التنبؤ بمستقبل الكورونا عالميا على الاقل لنهاية هذا العام، فأن الشواهد تشير الى عاملين مهمين للتعافي على مستوى الدول، التطعيم و الاجراءات الاحترازية. حاولت بعض الدول تقديم التعافي الاقتصادي على الصحي فكانت النتيجة انعكاسة سلبية باهضة الثمن. الوضع الصحي المريح يؤدي الى الانتعاش الاقتصادي المستدام، مع انه يأخذ زمنا يبدو انه اطول مما يجب، و لكنه ضروري.
التطعيم لا يحمي الفرد فقط بل يحصن المجتمع ككل، و يقلل من فرص انتشار الفايروس الى حد كبير. يعني ذلك ان المسؤولية الوطنية و المجتمعية الصحيحة هي الاقبال على التطيعم للفئات المشمولة و عدم الالتفات للتضليل او الشائعات و هي كثيرة حول العالم. مع مرور الوقت، تزداد ثقة العلماء بنتائج ابحاثهم و بقدرتهم على اعطاء التوصيات. ففي حين انه في بداية الازمة كانت اراء العلماء و الاطباء تبدو متضاربة لان التجربة كانت مع مرض جديد و متغير السلوك، لدينا اليوم ثقة كبيرة في النتائج العلمية. اضافة الى ان الانظمة الصحية حول العالم تعلمت بسرعة و واكبت المعرفة المتجددة. اما بالنسبة لنظريات المؤامرة في هذا المجال، فهي لا تستحق النقاش الجاد.
اوضحت الدراسات ايضا ان الدول التي طبقت الاجراءات الاحترازية بصرامة، و على رأسها التباعد و استخدام الكمامة، استطاعت ان تعطي الحياة اليومية استدامة اكبر، و تمكنت في من التعافي الاقتصادي بشكل اسرع و اقوى. معلوم ان مسألة التباعد ليست يسرة و لفئات واسعة من المجتمع، حيث الخروج اليومي للعمل الذي لا يمكن اتمامه عن بعد، و ضرورة التواجد في الاماكن المزدحمة من اسواق او مواصلات عامة. و لكن استخدام الكمامة المتواصل و غسيل اليدين المتكرر اثبت نجاحه الكبير في لجم المرض.
بالتزام الجميع، فقد تم تجاوز الموجة الحالية حيث بدأت الاصابات، و الاعراض الشديدة، و الوفيات، بالانخفاض التدريجي. و من المامول انه قبل عيد الاضحى المبارك نكون قد عدنا بأذن الله الى درجة كبيرة من الحياة الطبيعية. المهم هو عدم التراخي، بل الالتزام الدقيق بالاجراءات الحكومية. التعاون مع بعضنا البعض، و اتباع التعليمات الرسمية هما حجرا اساس في التعافي. جميع الفئات المشمولة ببرنامج التطعيم عليها واجب التعاون، و الحامي و الشافي هو الله. حمى العلي القدير الاردن و شعبه الطيب و قيادته الهاشمية من كل شر.
الدستور