البعد الدولي للنضال الوطني التحرري الفلسطيني
عندما تتابع تطورات المشهد الفلسطيني وترى بعينك حجم التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية وتلك الجماهير الغاضبة والمتضامنة مع فلسطين تخرج في كبري عواصم العالم من مختلف الاجناس البشرية وتنطلق المظاهرات الشعبية المنددة بالاحتلال الاسرائيلي وبجرائم ما يسمى جيش الاحتلال التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني ومجازر الابادة الجماعية التي يمارسها مجرمي الحرب وعندما تهتف الحناجر الغاضبة وبلغات العالم وبجنسيات متعددة بشعارات منددة بالعدوان الإسرائيلي على القدس وقطاع غزة تحت ظلال الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب بالحرية لفلسطين وهذه الجماهير من مؤيدي القضية الفلسطينية يتمترسون جنبا الى جنب للتضامن مع الحقوق الفلسطينية وان هذه الحقوق تستمد شرعيتها من قوة الموقف الفلسطيني الذي ينتج عن التلاحم الشعبي والوطني لتكتمل صورة الدولة الفلسطينية ونيل الاستقلال الوطني .
نقف اليوم امام تلك المنطلقات الوطنية والأسس التي يجب ان نتمسك بها لخوض معركة بناء الدولة الفلسطينية والتأسيس لمرحلة جديدة تتخطى كل افرازات المراحل السابقة فالمعادلة الان تختلف والظروف الموضوعية تغيرت والعلاقات والمصالح وموازين القوى لم تعد وحدها لصالح الكيان الغاصب ولذلك لا بد من اعادة بناء المؤسسات الفلسطينية والانطلاق لوضع استراتجية لبناء الدولة تفرضها قوانين الوحدة الوطنية والشراكة بين جميع القوى الوطنية والفصائل وتحديد اولويات العمل وإعلان الدولة الفلسطينية من طرف واحد ومواصلة العمل الدبلوماسي لتقديم طلب دولي باسم دولة فلسطين للانضمام الي الامم المتحدة كعضوية كاملة بدلا من العضوية المؤقتة وهذا العمل لا يمكن ان يكتمل في ظل استمرار التشتت والانقسام بل يجب توحيد المؤسسات الفلسطينية وتوحيد اطر منظمة التحرير الفلسطينية لتشمل جميع الفصائل الفلسطينية كلها .
لن يسمح لهم العالم ولا تلك الحاجر الغاضبة بارتكاب المزيد من النكبات في ظل تواصل كل هذا الدمار وعلى المستوي الوطني يجب علينا تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام ودعم قيام الدولة الفلسطينية كون ان فرص اقامتها تتضاعف مما يعزز الموقف الفلسطيني في ظل وقوف الشعب الفلسطيني موحدا لا يعرف المستحيل من أجل الدفاع عن كرامته ويعزز استقلاله ويرفض كل مشاريع العار الاسرائيلية ويرفض اعترافه بالاحتلال ويتصدى لمؤامرات الاقتلاع الوطني الفلسطيني من القدس .
لقد شكل الحشد الدولي علامات فارقة في تاريخ العلاقات بين الدول والقضية الفلسطينية فجاء في ظل ظروف اعتقد بها هذا الكيان الغاصب بأنه تم احتواء القضية الفلسطينية وأصبحت فقط قضية انسانية وانه من الممكن استمرار تقديم المساعدات المالية لقطاع غزة دون تحقيق اي تقدم سياسي ومواصلته لاستعماره الاستيطاني ومصادرة الاراضي وإكمال مشروع تهويد القدس كونه يتعامل مع ما عرف بصفقة القرن من طرف واحد فجاء الموقف الدولي وهذا الاجماع القائم على ضرورة التقدم في عملية السلام ليوجه ضربة قوية لسياسات الاحتلال وليربك حساباته وليعيد التوازن الاستراتيجي للقضية الفلسطينية .
العالم لم ولن يسمح لهم باستمرار ارتكاب كل هذه الجرائم وسيقف بالمرصاد لهؤلاء القتلة فالمعادلة الدولية تغيرت ولم يعد ممكنا استمرار هذا الاحتلال القاتل وغير مقبولة تلك الممارسات العنصرية والقمعية وكل هذا التنكيل بالشعب الفلسطيني فأثبتت سياسة الاحتلال فشلها ولا يمكن تركيع الشعب الفلسطيني او النيل من صموده وعزيمته وإصراره على نيل حقوقه واستقلاله الوطني وان الاستمرار بهذه السياسات سوف يؤدي الى استمرار الكوارث فقط ومزيد من جرائم الابادة الجماعية واللهث وراء اوهام السلام الاسرائيلية الزائفة وخداع الاحتلال للعالم وللرأي العام الاسرائيلي والعربي .
الدستور