شرعية حماس
لم تغب دلالة الاستقبال العلني لرئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار لمدير المخابرات المصري الرجل الثاني في مصر عباس كامل عن المراقبين والمحللين.
شرعية حماس آخذة في التصاعد بعد المعركة التي خاضتها المقاومة بكل بسالة انتصارا لمدينة القدس المحتلة وتضامنا مع المقدسيين المهددين بالطرد من بيوتهم في حي الشيخ جراح وسلوان وغيرها.
الأردن الذي أغلق مكاتب حماس واعتقل قادتها وأبعدهم عام 1999، أعلن رسميا وعلى لسان وزير الخارجية أنه أجرى اتصالات مع الحركة إبان العدوان.
المستشارة الألمانية انغيلا ميركل قالتها بوضوح: "لا بد من إشراك حماس بطريقة ما، فبدون حماس لن يكون هناك وقف لإطلاق النار.. لا بد بالطبع من وجود اتصالات غير مباشرة مع حماس".
لا شك أن حماس حققت نصرا سياسيا لافتا، حيث بات ينظر إليها عالميا وإقليميا أنها الرقم الصعب في المعادلة الفلسطينية، وأنه لن يكون هناك حل ما لم ترض به.
لكن طريق الشرعية الدولية محفوف بالمخاطر، وقد خاضته حركة فتح من قبل وقد وصلت إلى ما وصلت إليه!! وبالتأكيد فإن تلك التجربة حاضرة وبقوة أمام الحركة وقيادتها وأنصارها.
بالتأكيد فإن قيادة حماس تدرك أن الدخول في دائرة الشرعية أمر محفوف بالمخاطر ومليء بالفخاخ، في الوقت الذي تدرك فيه أهمية تلك الشرعية. كما أنها تدرك أنها بعيدة جدا عن الشرعية الدولية، ولذلك فربما أنها لن تضيع وقتا في دارسة وتقييم هذا الأمر أصلا.
على أن هناك شرعية شعبية استطاعت حماس أن تعززها وأن تصل بها إلى حد العالمية، وهذه الشرعية ستكون إحدى الأدوات التي يمكن أن تخفف الفخاخ التي تنصب في طريق الشرعية الدولية.
تدرك حماس الأسباب التي جعلت منها قوة مؤثرة في القضية الفلسطينية، والأسباب التي جعلت العالم يأتي إليها خفافا وثقالا، كما تدرك مكامن القوة التي لديها، وهي بالتأكيد لن تفرط فيها أبدا.
تراهن حماس على ثباتها على مبادئها، وعلى وضوح رؤيتها للصراع العربي الصهيوني، وعلى قوة مقاومتها، وقدرتها على الإبداع وتقديم التضحيات، كما تراهن على الوقت ليفهم العالم أنها حركة تحرر وليست حركة إرهابية.
السبيل