القدس بين وقف إطلاق النار ودخان الهدنة الطويلة
ما إن حط مدير المخابرات المصرية عباس كامل على ارض غزة عبر معبر ايرز حتى ارتفعت التكهنات حول الشروط والملفات التي سيتم مناقشتها للوصول الى التهدئة الطويلة التي اعقبت وقف اطلاق النار؛ فدخان المعارك ما يزال يتصاعد من فوهات المدافع الاعلامية.
دخان المعارك الاعلامية تصاعد عقب تصريحات نائب رئيس المكتب السياسي في قطاع غزة خليل الحية التي اكد فيها رفض حركة حماس وفصائل المقاومة ربط ملف الاسرى بإعمار غزة، وضرورة الربط بين القدس والهدنة وخفض التصعيد أعقبت الاجتماع الذي ضم الفصائل باللواء عباس كامل.
الاعلام الصهيوني أصر على أن حركة حماس، وعلى رأسها رئيس الحركة في القطاع يحيى السنوار، وافقت على مناقشة ملف الاسرى؛ اذ تناقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية تصريحات لم يكشف مصدرها تؤكد قرب التوصل الى اتفاق حول الاسرى والمفقودين، وأن مناقشة الملف متزامنة مع ملف الإعمار، مستندة إلى تصريحات لم يتم التأكد من دقتها لرئيس المكتب السياسي لحماس في غزة يحيى السنوار قال فيها إنه لا يمانع مناقشة ملف الأسرى بالتزامن مع ملف الإعمار، معقبًا على ذلك بالقول إن المفاوضات المتعلقة بملف الاسرى قطعت أشواطًا كبيرة قبيل دخول الكيان الإسرائيلي في أزمة سياسية داخلية.
لكن وعلى الرغم من وضوح تصريحات الحية، وعدم دقة التصريحات المنقولة عن السنوار، فإن الاعلام الاسرائيلي أظهر قدرًا من الإصرار على تجاهل الموقف الرسمي للحركة، مروجًا لخروقات لم تتحقق -على الأرجح- عاكسًا قدرًا من الأمنيات او الرغبة في تجنب الإحراج الناجم عن إصرار الحركة على فصل المسارات المتعلقة بالأسرى والإعمار في غزة عن بعضها، والتمسك بوقف الانتهاكات في القدس.
التدفق الاعلامي الاسرائيلي سواء عبر الصحافة أم عبر مواقع التواصل الاجتماعي الصهيونية يكشف عن رغبة كامنة بالوصول الى اتفاق هدنة طويل يتم إخراجه بطريقة تحفظ ماء وجه الكيان وقادته ونخبه السياسية والعسكرية؛ فما دار في الكواليس مختلف تمامًا عما روجت له وسائل الاعلام الصهيونية؛ فوسائل الاعلام الاسرائيلية تحاول القفز على الموقف المصري، وكأن عباس كامل ذهب إلى غزة ليمارس الضغوط على قيادة المقاومة وحركة حماس فقط، ولم يذهب لتطوير العلاقات وتنميتها أيضًا.
لم ينتهِ نهار الاثنين دون صدور تأكيدات أن المفاوضات ما زالت في مراحلها الاولى؛ ما يعني ان الاطراف المشاركة فيها، والوسطاء يتعرضون لزخم إعلامي هائل، الى جانب تعرضهم لضغوط وسيناريوهات يتم الترويج لها هنا وهناك للضغط على خياراتهم وتوقعاتهم، فما شهدناه اليوم الاثنين ما هو إلا الجولة الأولى لتثبيت وقف إطلاق النار، وعرض السقوف العليا للهدنة التي تقع القدس في لبها؛ إذ لم تغب عن بال الوسيط المصري والمفاوض الفلسطيني باعتبارها السبب الحقيقي الذي يقف خلف التصعيد الاخير، وهو ما يرغب الاعلام الاسرائيلي في التعتيم عليه من خلال القنابل الدخانية حول ملف الأسرى والإعمار.
السبيل