هل سيرفع بايدن صوته في وجه اليمين الإسرائيلي؟
بعد أن كسر حاجز الصمت مع زعماء المنطقة، وكثف اتصالاته لوقف المواجهة بين المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس والكيان الاسرائيلي؛ أوفد بايدن وزير خارجيته إلى المنطقة ليلتقي قادتها على أمل تثبيت وقف إطلاق النار.
بايدن وطاقم إدارته لم يحتمل تواصل القتال أكثر من 11 يوماً، فمارس ضغوطا قوية على نتنياهو وطاقم وزارته المصغر لوقف القتل؛ أمر استجاب له نتنياهو بعد أن ضمن عودة نفتالي بينت زعيم حزب يمينا إلى حضن الائتلاف الذي يقوده؛ فرحة لم تدم طويلا بتوافق لبيد وبينت على تشكيل حكومة التغيير.
إزاحة نتنياهو عن منصب رئيس الوزراء قد يبدو حدثا سعيدا في البيت الابيض؛ إلا أن ذلك لم يبعده عن المشهد السياسي بالكامل، فما أن انتهى لبيد وبينت من ترتيب أوراقهم حتى أطلق اليمين الديني حملته للتصعيد ضد الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية، تصعيد هدد بتفجير الاوضاع في الاراضي الفلسطينية وقطاع غزة، فهل تقبل إدارة بايدن بهذه المقامرة التي ستطيح بجهودها للتهدئة وخفض التصعيد؟
كيف ستتعامل إدارة بايدن مع دول الاقليم التي ساهت في خفض التصعيد كمصر والاردن وقطر؟ هل ستقبل بمقامرة اليمين الاسرائيلي أم سترفع إدارة بايدن صوتها قبل انفجار الموقف في الاراضي الفلسطينية، بل والاقليم الذي بات على صفيح ساخن بتأثير من الازمات المتراكمة في لبنان وسوريا والعراق، فضلا عن آثار كورونا الاقتصادية التي تعصف بدول المنطقة والإقليم.
اليمين الاسرائيلي تحول إلى صاعق؛ نزع فتيلة بيد ادارة الرئيس الامريكي بايدن، فالكيان الاسرائيلي لا يستطيع أن يخوض جولة جديدة من المواجهة دون توافر الذخائر اللازمة للقبة الحديدية التي تقدر قيمتها بمليار دولار الى جانب ذخائر أخرى للطائرات طلبها وزير الدفاع غانتس أثناء زيارته لأمريكا ولقائه وزير الدفاع الامريكي لويد أوستن.
الإدارة الامريكية وأمام التصعيد الاسرائيلي باتت مطالبة بان تقوم بدورها في وضع حد للتنمر الصهيوني على المجتمع الدولي؛ أمر يقلق قادة الكيان خصوصاً الآمنين قبل السياسيين بإدراكهم خطورة انزلاق المشهد الداخلي في الكيان نحو مزيد من الانقسام والتصعيد الذي لن يقلب مواقف الرأي العام الغربي فقط ضد الكيان، بل ومواقف السياسيين والنخب الحاكمة في أوروبا التي باتت ترى في اليمين الاسرائيلي عبئا عليها يصعب الدفاع عنه أو احتوائه؛ ما يعني أن المواجهة المقبلة تحمل في طياتها مزيد من الخسائر للكيان ونخبه العسكرية والسياسية.
فهل سيرفع بايدن صوته أم أنه سيترك الأمور تنزلق على أمل أن يطلب قادة الكيان التدخل لوقف القتال، إنه سؤال معقد يصعب حساب متغيراته وعناصره، فاختبار الإجابة عليه واقعيا مسألة صعب ضبطها أو اختصارها بكلمات معدودة؛ فاندلاع المواجهة من للممكن أن يفقد الجميع السيطرة.
السبيل