مغزى زيارة ماكنزي للقاهرة
بعد لقائه المسؤولين المصريين؛ استعرض قائد القيادة المركزية في المنطقة الجنرال كينث ماكنزي الاستراتيجية الأمريكية في لقاء متلفز مع أحد المحطات المحلية المصرية، موضحا طبيعة الشراكة المستقبلية التي ستجمع مصر بأمريكا خلال المرحلة المقبلة.
فالجنرال أشاد بالدور المصري في ليبيا وفي قطاع غزة، إذ لعبت مصر دورا مهما في تحقيق الاستقرار ووقف القتال خصوصا بين الكيان الاسرائيلي والمقاومة الفلسطينية؛ فالشراكة الأمريكية المصرية في غاية الأهمية، بحسب ماكنزي الذي لم يخفِ الجنرال قلقه من الموقف الاثيوبي في ملف سد النهضة، محملا اثيوبيا المسؤولية الاكبر في التصعيد الاخير.
مصر في الاستراتيجية الامريكية تحتل مكانة مهمة، خصوصا بعد اتفاق برلين حول ليبيا، وبعد الدور الفاعل الذي لعبته في خفض التصعيد في فلسطين المحتلة؛ لينسجم ذلك مع توجهات الادارة الامريكية التي تعمل على خفض حضورها العسكري واعادة الانتشار بما يخدم استراتيجيتها الساعية للتفرغ للتهديد الصيني.
لم يقتصر الحوار مع الجنرال الامريكي على مصر وتموضعها في ضوء التخفيض الامريكي لقواتها في العراق وسوريا والخليج العربي، والتي أُعلن أثناء جولة الجنرال عن تخفيضها بسحب بطاريات الصواريخ باتريوت من الأردن والكويت والسعودية، الى جانب منظومة ثاد المتطورة والتي تم نشرها في السعودية عقب هجمات الحوثيين على شركة أرامكو، فهل تلاشى الخطر الحوثي وتراجع لتسحب أمريكا منظومات الدفاع الجوي؟
انسحاب أمريكي تزامن مع تصاعد الهجمات الحوثية على المملكة العربية السعودية؛ أمر ذكر الجنرال ماكنزي محاورته المصرية بالقول: ان الهجمات الحوثية على السعودية بالطائرات المسيرة والصواريخ شبه يومي لدرجة انه توقع ان يؤدي ذلك الى حدث عظيم في السعودية في حال استمراره، ملقيا اللوم على الحوثيين في التعويل على القوة العسكرية لحل النزاع لا على التفاوض، فهل ستملأ مصر الفراغ، أم أن الحوار الايراني السعودي سيفضي الى حلول وتفاهمات إقليمية؟
الجنرال ماكنزي أوضح أن تخفيض القوة العسكرية الامريكية في السعودية ومنطقة الخليج والعراق وسوريا؛ يقابله تعويل على أن يملأ الفراغ دول المنطقة، سواء من خلال الحوار والتفاوض، أو من خلال التوافق مع القوى الإقليمية كمصر وتركيا والباكستان وايران، أو عبر الشركاء من امثال قوات سوريا الديموقراطية شرق الفرات، والتي أكد ان الانسحاب الامريكي لن يعني توقف الدعم لهذه القوى او غياب الشريك الامريكي بالكامل، فأمريكا ستبقى حاضرة في تفاصيل المشهد بطريقة أو بأخرى، ولكن من خلال شركائها الإقليميين، ومصر تعد أحد أهم الشركاء كما اتضح من توقيت الزيارة ومضمونها.
السبيل