اغتيال نزار بنات وقصة " ربي كما خلقتني " في سجن اريحا

تم نشره الأحد 27 حزيران / يونيو 2021 12:17 صباحاً
اغتيال نزار بنات وقصة " ربي كما خلقتني " في سجن اريحا
د . فطين البداد

في الثالثة والنصف فجرا داهمت قوة أمنية تتبع السلطة منزلا كان يأوي إليه الناشط الفلسطيني المرحوم نزار بنات ، المطلوب لاجهزة السلطة بسبب انتقاداته الكثيرة وتصريحاته ومواقفه المتعلقة بحقوق الانسان والديمقراطية رغم اعتقاله أكثر من مرة وتحذيره من مغبة الاستمرار في التعرض للفساد والفضائح بكل اشكالها .
في الهزيع الأخير من الليل ، داهمت القوة الأمنية من عدة سيارات وعشرات الأفراد ضمنهم ملثمون ، المنزل الذي كان فيه بنات ، وعلى حين غرة ، يتم تفجير باب المنزل على الطريقة الاسرائيلية لتجري عملية الضرب والاعتقال والتنكيل بالمعارض الأعزل أمام عائلته التي رشت بغاز الفلفل ، قبل أن تقتاده إلى جهة غير معلومة في الخليل .
بعد ساعتين أخبرت السلطة ذوي نزار بأنه توفي في الاعتقال ، هكذا بكل بساطة ، ما أشعل الغضب العارم سواء في الخليل أو في رام الله التي خرجت فيها في اليوم التالي والذي تلاه مظاهرات لم تطالب بإنصاف نزار والتحقيق مع قتلته ، بل وبرحيل السلطة أيضا ، وهنا ، ومرة أخرى ، هوجمت المظاهرة بالغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت وتم قمعها وتفريقها بالهراوات لتشتعل الخليل يوم الجمعة وتخرج رام الله من جديد مطالبة بالقصاص من القتلة .
وتباعا ، فجر اغتيال نزار بنات في معتقلات السلطة موجة غضب عارمة في كل فلسطين والاقليم والعالم، فالاغتيال أثار حفيظة الأمم المتحدة نفسها التي طالبت بالتحقيق وكذلك قنصل بريطانيا في القدس المحتلة وممثل الاتحاد الأوروبي والخارجية الأمريكية والمنظمات الحقوقية الدولية والكثير من دول العالم والمنظمات الأممية ، ولكن المهزلة في كل ما جرى حتى الآن ، هو أعلان رئيس الحكومة الفلسطينية أنه تم تشكيل لجنة تحقيق للوقوف على اسباب الوفاة مع أن صورة للضحية تم تسريبها ظهر فيها نزار جثة محطمة منكل بها ومكسرة أضلاعها وفي حالة تشوه مخيف .
ولأن نتيجة تحقيق اللجنة المزعومة معروفة سلفا ، أي أنهم سيجدون كبش فداء من صغار القوم بعيدا عن كبارهم خلال يومين من نشر هذه المقالة كما قيل ، لأن النتيجة معروفة ، فإن أول الأنتقادات التي وجهت لهذه اللجنة العتيدة هي أنها مشكلة من استخبارات السلطة ومن وزارة العدل دون أن يسمح لأي جهة حقوقية مستقلة أو أممية بالمشاركة فيها ، ما يؤكد بأن التحقيق لن يكون سوى مضيعة للوقف وذر للرماد .
لقد استحضر اغتيال نزار بنات العشرات أو المئات الذين يقبعون في سجون استخبارات السلطة دون ان يعلم أحد عنهم شيئا ، وأولئك الذين يتم تسليمهم للكيان بموجب التنسيق الأمني الذي ثبت أنه يعني العمالة نظير البقاء وفق البعض ، وهو ما يحدث منذ عشرين عاما .
يجزم كثيرون بأن ما جرى للناشط نزار بنات تم بالتنسيق مع الكيان ، ذلك أن المنطقة التي تواجد فيها بنات وتم اعتقاله واغتياله منها لا تخضع للسلطة الفلسطينية ، بل لسلطة الإحتلال ، ولا تستطيع أجهزة السلطة الأمنية دخولها إلا بالتنسيق مع المحتل .
ويقول الفلسطينيون عبر آلاف المنشورات المتداولة على السوشال ميديا : إنه إذا كان تحرير فلسطين من الإحتلال سيخلف مثل هذه السلطة القمعية فإنهم في غنى عن هذا التحرير ، ولن يقبلوا إلا بفلسطين حرة ديمقراطية يحكمها القانون ووفق دستور يقره الشعب الفلسطيني.
لقد سئم الفلسطينيون تغول هؤلاء على خلق الله وتفردهم بالقرار الفلسطيني بدون اي سند قانوني ولا دستوري وتعطيلهم الانتخابات ، كما سئموا خفافيش الليل التي تقتحم البيوت عند ساعات الفجر ، وبحراسة جنود الكيان ودلالاتهم الاستخبارية .
باغتيال نزار نستذكر أن أجهزة الامن الفلسطينية التي نفذت هذه الجريمة هي نفسها التي سبق وحاصرتها الدبابات الإسرائيلية في أكثر من مركز أمني واستخباري ، ورأينا كيف أن المئات من رجال أمن السلطة الأشاوس الذين يقتحمون البيوت الآمنة في عموم مدن وقرى ومخيمات الضفة ، هم أنفسهم الذين خرجوا بالملابس الداخلية تحت حراب الجنود الصهاينة في سجن اريحا إبان اعتقال أحمد سعدات ، وغير ذلك من مشاهد الذل والاذلال التي يعلم القاصي والداني أنها لا تمثل هذا الشعب الفلسطيني الجبار الذي لا زال يقاتل منذ اكثر من مئة عام وقدم مئات آلاف الشهداء والمعتقلين والجرحى والمعوقين .
لقد اغتيل نزار على ايدي هؤلاء الزعران الذين نشرت وكالات الأنباء صورة لهم نعيد نشرها اسفل المقال ، وهي لرجال أمن السلطة في سجن أريحا عندما استسلموا لجنود الاحتلال وسلموا السجن وخرجوا بالملابس الداخلية ، وصدق الشاعر إذ قال :


أسد علي وفي الحروب نعامة
ربداء تجفل من صفير الصافر

جي بي سي نيوز 

 

رجال أمن السلطة يستسلمون بالملابس الداخلية بأوامر من جنود الاحتلال

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات