دروس للعالم من ازمة كورونا

تم نشره الإثنين 28 حزيران / يونيو 2021 12:48 صباحاً
دروس للعالم من ازمة كورونا
عبد اللطيف العواملة

مع ما يبدو انحسارا تدريجييا لفايروس كورونا حول العالم، فان هذه الازمة العاصفة و غير المسبوقة لا بد لها ان تترك اثارا عميقة، و من الخطأ ان تمر من غير الاستفادة من دروسها القاسية. فقد كادت حكومات العالم ان تفقد السيطرة، و قد فقدت زمام المبادرة في العام الاول للازمة، و بدأت تستعيدها في 2021 بفضل اللقاحات و تطور المعرفة عن الوباء، و رفع القدرات الكلية.

الازمة الحالية يمكن ان تعد تمرينا حيا و عمليا عن ما قد يواجهه العالم من تغيرات متسارعة في المستقبل القريب. ادارة المجتمعات تزداد تعقيدا مع تغير انماط حياة الناس و رغباتهم و امزجتهم، و مع تسارع الاتصالات و المواصلات. مثال ذلك الهجمات الالكترونية و التقلبات الاقتصادية و ارتفاع نسب البطالة بين الشباب عالميا. يشكل كل ذلك ضغطا هائلا على الحكومات و يختبر قدراتها على الاستجابة و التكيف.

كشفت الازمة بان الادارة الحكومية لا زالت هي محرك التنمية الاساسي بغض النظر عن النظم السياسية و الاقتصادية المختلفة. العامل المشترك الاكبر في الازمة كان مدى كفاءة الحكومات. و هذا يدعونا الى الى اجراء عملية اعادة تقييم سريعة و شاملة لفلسفة الحكومات و قدراتها الحقيقية. على الادارة الحكومية ان تعيد اختراع نفسها بشكل شامل لان اساليب و ثقافة الماضي لا يكن اعادة انتاجها كالسابق . نعيش حالة عالمية من الشك و الغموض، و عدم الاستقرار، تدفعنا الى تعديل الاتجاهات حتى لا ندخل في المراوحة السلبية.

من دروس الازمة ان الانظمة الصحية و التعليمية لم تكن بالمجمل جاهزة لحالة الطوارئ التي عشناها. و كذلك فان دولا كثيرة لم تتمكن من تقديم الدعم الفاعل للقطاعات الاقتصادية و المجتمعية، او من تحديد الفئات الاكثر تضررا و الالتفات المناسب لها. الخدمات الحكومية في كثير من الدول تعرضت للانقطاع و كان العمل عن بعد محدود النتائج. الامهات خصوصا تعرضن لزيادة هائلة في الاعباء من تعليم الابناء و العمل و غيرها من الضغوط. لكل ذلك نتائج طويلة الامد على المجتمعات من حيث الصحة النفسية و البدنية و جودة الحياة.

كل ما سبق يدلل على مركزية دور الحكومات في المستقبل. فالتوجهات السابقة نحو تقليص القطاع العام و النظر اليه على انه فاتورة يجب تخفيضها هي الاتجاه الخاطىء. الاستثمار الاهم هو تطوير الادارة الحكومية و دعم الابتكار و البحث العلمي. فهل من استراتيجيات شاملة؟

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات