سيناريوهات ضرب ايران مسرحية اسرائيلية باهتة
بين آن وآن ، تسرب اسرائيل ما يزعم أنه " معلومات " عن ثلاث سيناريوهات لقصف المفاعلات النووية الايرانية وهو ما تكشف من خلال ما نشرته يديعوت وهآرتس عن هذه السيناريوهات .
بدأ التسريب ، الأبتزاز ، بما قالته يديعوت عن أن رئيس الأركان الإسرائيلي عفيف كوخافي أطلع رئيس الأركان الأمريكي مارك ويلي ووزير الدفاع لود اوستن ووليام برينز رئيس السي آي أيه خلال زيارته الأخيرة لواشنطن ، أطلعهم على خطته لضرب المفاعلات الايرانية وأخبرهم أن هذا قرار اتخذته اسرائيل في العام 2019 .
ولا يخفى أن ما كشفته الصحيفة عن كواليس لقاء رئيس الأركان الصهيوني مع القادة العسكريين والأمنيين ليس سوى ابتزاز اسرائيلي جديد لإدارة بايدن وجعلها تتخوف من أن إسرائيل قد تقدم بالفعل على هذه الخطوة ما يجعل الولايات المتحدة في موقف لا تحسد عليه ، سواء فيما يتعلق بالدفاع عن حليفتها التي ستتعرض بالتأكيد لضربات انتقامية من مختلف الجبهات ، أو على صعيد الأهداف الأمريكية في ترك الشرق الأوسط لإيران واسرائيل ضمن تفاهم ما ، مع الحفاظ على اسرائيل قوية لانشغال واشنطن بالصين وما يجري من تسابق نفوذ تعتبره الولايات المتحدة التهديد الأستراتيجي الأول لها في العالم ، وقد سبق لنتنياهو أن هدد بأنه قد يفعها دون التفات لموقف حليفته الرئيسية قبيل خسارته الأنتخابات الأخيرة .
ولأن اسرائيل تعلم خفايا وخبايا ما يدور برأس بايدن وما يأمله من تحقيق أهداف مختلفة في عدد من الملفات الساخنة ، فإنها قامت بهذا التهديد لثني الولايات المتحدة عن العودة للاتفاق النووي بشروطه التي تضمنها اتفاق 2015 ، وكذلك بغية الحصول على أموال ومساعدات ضخمة وضمانات إضافية وبقائها وقوتها المسيطرة في المنطقة مع أمل أن تكون الولايات المتحدة هي الجهة التي ستتصدى عسكريا لأي محاولة ايرانية للحصول على السلاح النووي .
هكذا يتعامل الصهاينة مع حلفائهم ومع من يمدونهم بالحياة والبقاء، أما إذا تحدثنا عن جدية هذه التهديدات من عدمها ، فإننا ندرك أن ضربة اسرائيلية لايران لن تقع ابدا بدون موافقة الولايات المتحدة ، ذلك لأن أسرائيل أعجز من ان تفعل ذلك منفردة كما قالت الصحيفة العبرية .
سنسمع بالتأكيد عبر الوكالات والتحليلات تعليقات مختلفة على هذه التسريبات في قادم الأيام ، وهو ما يثبت من جديد أن الولايات المتحدة لا زالت تتعرض لـ "شيلوك " الجديد صاحب رطل اللحم إياه في تاجر البندقية رغم التحول في موقف قواعد الديمقراطيين من الكيان عقب مصائب ترمب ، إذ بتنا في زمن يتجسد فيه الخيال المسرحي بالواقع المعاش مع تغيير في بعض الأدوار والإخراج ، ولكن شيلوك الربوي الجشع السفاح لم يتغير ولن يتغير حتى لو خرج شكسبير من قبره .
جي بي سي نيوز