هاجس التعليم عن بعد يعود من جديد
بدأ مواطنون يعبرون عن تخوفاتهم من أن مصير العام الدراسي القادم سيكون كمصير سلفه الذي بدأ وجاهيا لمدة أسبوعين ثم انتهى عن بعد.
مصادر التخوف هي تصريحات وزير الصحة التي تحدث فيها أمس عن دخول الأردن موجة ثالثة من الوباء.
فقد أعلن الوزير فراس الهواري دخول الأردن في موجة جديدة من كورونا، مؤكدا أن التحكم بها يعود إلى القدرات الصحية والتزام المواطنين، مشيرا إلى أن "هدف العودة للتعليم الوجاهي لن يتحقق دون الوصول إلى نسب التطعيم المستهدفة".
رئيس الوزراء، الدكتور بشر الخصاونة، حذر، اليوم، كذلك من تداعيات تصاعد منحنى نسب وأعداد الإصابات والوفيات والإدخالات للمستشفيات بفيروس كورونا خلال الأيام الماضية.
لكنه أكد أن الحكومة ماضية في خططها والتزاماتها بعودة التعليم الوجاهي.
الناس بدأت تستعيد تصريحات الحكومة العام الماضي، فقد كانت تؤكد أن التعليم سيكون وجاهيا، ولكن الذي حصل عكس ذلك.
اليوم نحن في ظرف مختلف تماما، والواقع يشير إلى أن عدد متلقي اللقاحات يقترب من الثلاثة ملايين للجرعة الأولى والمليونين للجرعة الثانية، وإذا استمرت ذات الوتيرة فإن النسبة ستكون جيدة بعد شهرين، فخلال أسبوع واحد تلقى 335 ألف شخص جرعة تطعيم.
الأمر الآخر هو أن وزارة التربية قامت بتطعيم جميع المعلمين، ومن المفروض أن تلك العملية قد انتهت أو قد تنتهي قبل أيلول.
أما الأهم فليس هناك استعداد نفسي لدى الأهالي بقبول عام ثالث من التعليم عن بعد.
اليونسكو واليونسيف دعتا إلى فتح المدارس وقالتا في بيان أمس: "يجب أن تكون المدارس هي آخر ما يُغلق وأول ما يُعاد فتحه"، لكننا في الأردن نقوم بالعكس تماما.
وشددت اليونيسف واليونيسكو أن الخسائر التي يتكبدها الأطفال واليافعون بسبب عدم وجودهم في المدارس، قد لا تُستدرَك أبداً.
وجزمتا بأنه "ثمة أدلة واضحة على أن المدارس الابتدائية والثانوية ليست بين المحركات الرئيسية لانتقال عدوى المرض. كما أن خطر انتقال عدوى كوفيد-19 في المدارس قابل للإدارة في أغلب الأوضاع من خلال تبني استراتيجيات ملائمة للحد من انتشار المرض. ويجب أن يكون القرار بإغلاق المدارس أو فتحها مستنداً إلى تحليل للخطر ولاعتبارات الوضع الوبائي في المجتمعات المحلية التي تقع فيها هذه المدارس".
وعليه نقول، وفق واقع التلقيح العام وتلقيح المعلمين، ووفق توصيات اليونسكو واليونيسيف، ووفق الضرر الهائل جراء إغلاق المدارس على الصعيد التعليمي والتربوي والنفسي والمجتمعي وحتى الاقتصادي (المدارس الخاصة)، فإن القرار الحاسم والقاطع يجب أن يكون بعودة التعليم الوجاهي دون أي تردد.
السبيل