توحيد الخطط الدراسية في "التوجيهي" هل هو ممكن؟!
تبدو مشكلة امتحان الثانوية العامة "التوجيهي" للبعض وكأنها تتلخص في صعوبة الأسئلة وضيق الوقت و"التعليم عن بعد".
ورغم أهمية هذه الجوانب وضرورة إيجاد حل لها، وتحديدا قضية "التعليم عن بعد" التي أحدثت شرخا كبيرا في بنية التعليم في الأردن وفي العالم بحسب تقارير دولية عدة، وبأنها أفقدت الطلبة الكثير من القدرات على القراءة والفهم والاستيعاب، وبأن تأثيرها النفسي على الطالب وعلى الأسرة لا يمكن تقديره وتحديد مدى انعكاسه على التحصيل الدراسي .
غير أن ثمة مشكلة أخرى تواجه هذا الامتحان وهي مشكلة لا يعرف تفاصيلها غالبية الناس، وتتعلق بتعدد الخطط الدراسية التي يقدم بموجبها الطلبة الامتحانات، إذ ثمة ثلاث خطط متفاوتة يتقدم لها الطلبة في هذا الامتحان، وهي خطط ما قبل 2018، وخطة 2018، وخطة 2019 وما بعد .
هذا العدد يحدث إرباكا كبيرا في كل دورة امتحانيه، فطلبة ما قبل 2018 بالكاد يستطيعون تحديد المنهاج الذي عليهم دراسته ويقعون في "حيص بيص" ويضربون "أسداسا بأخماس"، فيما سيكون على واضع الأسئلة وضع أسئلة مستقلة لكل خطة دراسية.
رغم أن الطلبة يتقدمون لنفس المادة كمسمى لكنها تختلف كمحتوى دون سبب علمي أو كأديمي أو تعليمي واضح سوى أن هؤلاء الطلبة تقدموا بهذه الخطة في المرة الأولى لهم، وبقيت الخطة مكتوبة عليهم وكأنها قدر لا انفكاك منه.
وكانت خطة وزير التربية الأسبق الدكتور محمد الذنيبات ألا يتقدم أي طالب لامتحان "التوجيهي" إلا على الخطة الجديدة المعتمدة للطلبة النظامين وأن تستبعد كلية أية خطط أخرى، عير أن الوزارة في عهد الوزير الأسبق الدكتور عمر الرزاز اتخذت خطوة مفاجئة جدا بأن سمحت لطلبة الخطط القديمة والمستنفذين للفرص التقدم للامتحان من جديد ووضع خطة جديدة استبدلت على يد الوزير الذي خلفه في المنصب مما أربك الجميع وأدى إلى تعدد الخطط.
وأظن أن الوزارة بحاجة إلى اتخاذ قرار جريء لا رجعة عنه بإلزام طلبة الخطط القديمة قبل 2019 بالتقدم للامتحان لغايات استكمال متطلبات النجاح أو رفع المجموع والمعدل على الخطة المعتمدة حاليا بهدف توحيد المنهاج والأسئلة وعملية التصحيح وعدم أرباك الطلبة وأولياء أمورهم ورؤساء القاعات وغيرها من تفاصيل يعرفها العاملون في هذا القطاع.
السبيل