لماذا أتمنى نجاح مشروع "الباص السريع"
بعد حوالي 13 سنة من بدء مشروع الباص السريع اكتشفنا أن اسمه ليس الباص السريع، بل "الباص سريع التردد المنتظم".
العبرة بالمسميات وليس بالأسماء كما يقولون، ومع ذلك فإن اكتشاف الاسم أمر لافت. فهو ليس سريعا كما كنا نظن، بل سريع التردد! فرحلته من صويلح إلى راس العين (المسافة لا تزيد على 17 كيلومتر) استغرقت من 40-45 دقيقة!
وكون كل المبالغ التي صرفت وتقدر بـ90 مليون دينار للمشروع داخل حدود أمانة عمان، كانت لشق طريق خاص بالباص لا يزاحمه فيه أحد، فقد كان المتوقع أن لا يزيد وقت الرحلة على 20-25 دقيقة.
قد تكون المشكلة تكمن في ثنايا كلام مدير عمليات النقل في أمانة عمان الكبرى المهندس خالد أبو علي الذي قال إن هناك ثلاث نقاط التقاء للباص السريع مع المسرب العادي!! ولا ندري إن كانت ستبقى تلك النقاط أم لا؟ لكن في حال بقائها "فكأنك يا أبو زيد ما غزيت"!! فارتباك بسيط في تلك النقاط، وهو أمر متوقع جدا في ساعات الذروة، كفيل بأن يحول رحلة الباص السريع إلى رحلة عادية جدا، وكفيلة بإرباك مواعيد الباص أيضا!!
ما علينا؛ فتمويل الباص السريع ضمن حدود أمانة عمان كان دائما مثارا للجدل لعدم وضوح الجهة الممولة. أما الباص السريع الواصل بين عمان والزرقاء فتمويله واضح؛ حيث يمول من قبل الضمان الاجتماعي وبكلفة حوالي 140 مليون دينار.
طول مسرب الباص السريع سيكون 20 كيلومترا، ولا ندري هل سيكون هناك نقاط التقاء مع المسرب العادي أم لا؟ ولا ندري كم ستستغرق الرحلة أو كم هي قيمة الأجرة؟
ما نتمناه أن ينجح المشروع، لا لتخفيف الأزمات المرورية فقط، ولا للتخفيف عن المواطنين الذين يستقلون وسائط النقل العام فقط، ولا لنصبح من الدول المتقدمة في مجال النقل فقط!! ولا للتخفيف من تلوث البيئة فقط!! بل لئلا يخسر الضمان الاجتماعي أمواله التي هي أموالنا، وحتى لا يتحول ممر الباص السريع إلى أطلال نغني عندها: "لا رحنا ولا جينا رجعلونا مصارينا"، وهذه من سابع المستحيلات طبعًا.
السبيل