ماذا يجري في درعا؟
على مدى ايام اشتعلت الجبهات في درعا وريفها؛ فالمعارضة السورية اتهمت قوات النظام بالسعي لتهجير سكانها وقصف احيائها وقراها؛ ما اشعل المعارك على كافة الجبهات في سهل حوران.
قتال اتخذ طابعا عشائريا اكثر من كونه فصائليا اظهرت فيه عشائر حوران قدرا كبيرا من التضامن في التعامل مع التطورات المرتبطة بدرعا البلد.
الهدنة المعلنة لم تتضح معالمها ولم يتم تأكيدها رسميا حتى اللحظة؛ اذ جاءت بعد إغلاق طريق عمان دمشق بشكل هدد بوقف العمل باتفاق تم بموجبه فتح معبر نصيب -جابر بين الاردن وسوريا، والذي يشمل تنشيط حركة الترانزيت نحو السعودية بدون عوائق.
المواجهات أحرجت النظام السوري وهددت بتعطيل تشغيل المعبر، خصوصا ان المواجهات قابلة للتوسع والانتقال الى جبهات اخرى. كما احرجت روسيا التي ربطت بين فتح المعبر وتخفيف العقوبات المتصلة بـ"قانون قيصر" بامتناعها عن تعطيل قرار مجلس الأمن التمديد للمعونات الانسانية عبر المعابر المحاذية للحدود التركية.
اتفاقٌ استفاد منه الاردن باستثناءات ضمنية من العقوبات الامريكية على سوريا، وبضمانات روسية، وهو احد ثمار لقاء بوتين- بايدن، وزيارة الملك عبد الله الى واشنطن في الآن ذاته.
المواجهات الاخيرة أكدت ضرورة أخذ الوضع الانساني لساكني سهل حوران درعا وريفها بعين الاعتبار؛ إذ ما زال السوريون في درعا وريفها يعانون من تعدد المرجعيات والسلطات في المنطقة، وتنوع اللاعبين من روس ومليشيا مقربة من ايران، وفرق عسكرية متنافسة كالفرقة الخامسة والتاسعة والرابعة.
الاستقرار في درعا يتطلب مزيدًا من الجهود الروسية لتوحيد المرجعيات، والحد من المعاناة الانسانية للمواطنين في المنطقة؛ ذلك أن تجاهل الكتلة البشرية في سهل حوران لا يعكس واقعية سياسية لدى كافة الاطراف المحلية والدولية الإقليمية المنخرطة في الملف، تلك الحقيقة الانسانية والاقتصادية والسياسية التي يجب مراعاتها.
السبيل