حالة ترقب و..
المشهد السياسي والامني والاقتصادي في تونس بعد 25/ يوليو في حالة ترقب وانتظار، فعدم الافصاح عن خارطة طريق، يؤشر الى مراوحة باتجاهات متباينة على مختلف القضايا الداخلية والخارجية.
تونس ليست استثناء، فلبنان هو الآخر في حالة ترقب وانتظار لما ستؤول إليه مسارات تشكيل حكومة نجيب ميقاتي، وما يمكن أن يقرره حزب الله من استيراد النفط الإيراني وطريقة توزيعه وتبعات هكذا قرار، فالمشهد السياسي والامني والاقتصادي متحرك ولا يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور لجهة تدهور الأوضاع أو تحسنها، فالمواطن اللبناني كغيره ينتظر ويراقب ولا خيارات أمامه سوى ما يراه ويسمعه يوميا من طبقته السياسية وتصريحات فرنسية وامريكية و...إلخ.
تونس ولبنان ليستا استثناء، فليبيا هي الأخرى في حالة ترقب وانتظار، لما ستؤول إليه جهود المصالحات وتوحيد شطري الوطن وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، وإنهاء حالة اللاحرب، والانتظار هنا لحدوث معجزة سواء من قبل الجنرال خليفة حفتر أو حكومة الوفاق برئاسة دبيبة، والمواطن الليبي حاله مماثل لما يجري في جواره وربما أسوأ، وهذا يؤشر على مراوحة سياسية يتبعها اما سلام أو حدوث فوضى.
حالة الترقب والانتظار ليست مقتصرة على بلد عربي أو شعب بعينه بل هي جامعة لمعظم بلادنا وشعوبنا العربية والإسلامية التي تعاني ويلات الانفلات الأمني والفوضى، وسبب ذلك انعدام الاستقرار السياسي ألذي هو أساس الاستقرار الأمني والاقتصادي، والاستثناءات في هذا السياق محدودة، لكنها تتأثر بما يجري حولها وفي جوارها ومحيطها.
الضفة الغربية وغزة تعيشان حالة ترقب وانتظار بعد الحرب الأخيرة على غزة وما جرى في جنين قبل أيام.. وهذا يذكرنا باقوال وأفعال ساسة أمريكا والغرب وروسيا الذين لا يسمحون بالاستقرار السياسي لهذا الإقليم الاستراتيجي ألذي بموقعه الجيوسياسي يتحكم بالتجارة العالمية وببقاء وهيمنة الدول العظمى علينا.
السؤال ألذي يطرح نفسه.. متى ستنتهي حالة الترقب والانتظار لبلاد مثل تونس وليبيا ولبنان وغيرهما؟!،
الجواب..لا بد من الترقب وانتظار قادمات الأيام لنرى أين تتجه الأمور ولمن الغلبة.
الدستور