"بطرس الناسك" يتحدث عن انسحاب أمريكا من أفغانستان
رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير غاضب ومنفعل جراء الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، ويرى أن القرار الأمريكي قرار غبي وخطير.
يقول بلير إن الانسحاب من أفغانستان "أثار فرح كل جماعة جهادية في كل أنحاء العالم"، وهو يعني أن "أي شخص يحصل على وعود من قبل القادة الغربيين سينظر إليه على أنه عملة غير مستقرة".
ويضيف: "السؤال الذي يطرحه الحلفاء والأعداء على حدّ سواء هو: هل فقد الغرب إرادته الاستراتيجيّة؟".
بلير كان من أشد المتحمسين والداعين للحرب في أفغانستان والعراق إبان رئاسته للوزراء في بريطانيا، وهو من أشد الداعين إلى فكرة الحرب على الإرهاب، ويكمن الإرهاب في نظره في الجماعات الإسلامية فقط!
بعد استقالته من رئاسة الوزراء بات بلير من أبرز مروجي الحرب على ما يسمى "الإرهاب"، وهو في نظره الإرهاب الإسلامي، ويحب أن يطلق عليه "الإسلام الراديكالي"!!
بلير يدير مؤسسة تعنى بهذا الأمر، وتقدم خدماتها واستشاراتها للعديد من الأنظمة في عالمنا العربي والإسلامي!
بلير يريد أن يصمم الغرب وحلفاؤه في العالم العربي والإسلامي على محاربة ما يسميه "الإسلام الراديكالي"، وأن يجعل ذلك إستراتيجية له لا يحيد عنها، تماما تماما كما تم التعامل مع الخطر الشيوعي إبان الحرب البادرة.
يقول بلير إن الإسلام تحول من دين إلى أيديولوجية سياسية، ويَستنتج أن ذلك يعني بالضرورة أن يتحول إلى "أيديولوجية إقصائية ومتطرفة"؛ لأنها في عالم متعدد الأديان والثقافات.
يعتقد بلير أن كل جماعة إسلامية تسعى لنهضة الأمة الإسلامية، واستعادة مكانتها بين الأمم، هي جماعات حولت الإسلام من دين إلى أيدلوجية سياسية، وضرب على سبيل المثال جماعة الإخوان المسلمين.
يعترف بلير أن تلك الجماعات بعضها عنيف وبعضها لا. ومع ذلك فهو لا يرى فرقًا بينهم، ويقول إنهم جميعًا يشتركون في العناصر الأساسية لنفس الأيديولوجية.
يشير بلير إلى أن تركيا باتت تتحرك بشكل متزايد على المسار الإسلامي في السنوات الأخيرة. وحتى الدول الإسلامية الأكثر اعتدالًا مثل إندونيسيا وماليزيا باتت أيضًا سياساتها أكثر إسلامية في الممارسة والخطاب.
ويزيد: "في الغرب لدينا أقسام من مجتمعاتنا المسلمة متطرفة".
ويخلص بلير إلى أن ما يصفه بـ"الإسلاموية" (وهو تعبير للهروب من كلمة الإسلام) تعتبر تحديًا بنيويًا طويل الأمد للغرب؛ لأنها أيديولوجية غير متسقة تمامًا مع المجتمعات الحديثة القائمة على التسامح والحكومة العلمانية!! (أليست هذه دعوةً للكراهية وتحريضًا على العنف).
للأسف، فإن أفكار بطرس ناسك القرن الواحد والعشرين عن الإسلام رائجة في منطقتنا، ولدى كثير من الأنظمة الرسمية!!
السبيل