حينما ترقص لبنان في العتمة
لبنان التي ترقص الآن في العتمة هي ذات لبنان التي ترقص مذبوحةً من فعل «الحواة».. هي ذات لبنان التي جرّها زعماء الحارات إلى الهاوية؛ هي لبنان التي أشهر أبناؤها من تجّار الحنجل والمنجل؛ السلاح في وجهها ووضعوا كل خناجرهم في خاصرتها كي يكون كل تاجرٍ سياسي أباها وأخاها وعليها أن تستسلم لقانون طائفته..!.
العرب المتفرّجون على الحسناء التي كانوا يخطبون ودّها ليل نهار؛ يرفضون أن يدفعوا مهر ودّها؛ يريدون الحسناء جاريةً وسبيّة؛ يريدونها بلا أدب وعلم وفنٍّ.. يرفضون فيروز في الصباح والمساء؛ يركلون شجر الأرز بأرجلهم لأنهم يعشقون الشجر البلاستيكي فهم مثله بلا طعم ورائحة..!.
أرأيتم أيها العرب؟ أرأيتم إلامَ تؤول أوطاننا حين نستبدل الاستراتيجيين بالزعران؟! حين نترك لبنان بلا مفاتيح كيف تكون العزلة والسجن الانفرادي لحسناء بحجم لبنان التي تركتموها للمذاهب والطوائف والعُصَب؟.
حلّ لبنان لدينا نحن إخوتَها.. حلّ لبنان بأيدينا لا بأيدي التجّار والشطّار والعيّارين.. حلّ لبنان بالركض إلى لبنان.. باحتضانها.. بكفكفة دموعها.. بالطبطبة على كتفها.. بإعطائها شيكّا أخويّاً على بياض لا غاية ولا شروط به سوى عودة الأخت من شوارع الضياع إلى بيت الأسرة الكبير..!.
لا تتركوا لبنان.. لبنان فَحلُكم الهادر في وجه المتربصين حينما تكونون رجالا..
الدستور