المخدرات
صادف في اسبوع واحد نشر انباء متكررة من الجهات المعنية عن ضبط كميات من مخدرات واسلحة، وتجار ومروجين. وكميات من المخدرات حاول مهربون ادخالها الى البلد من سورية.
وامس نشر خبر عن القبض على 6 اشخاص نصبوا خيمة في البادية الشمالية لبيع المخدرات. وجاء في الخبر ان الكميات المضبوطة 50 كفا من الحشيش و1 كليو كريستال مخدر.
خبر ملفت للنظر، ان تنصب خيمة في البادية لبيع المخدرات، وما نعرفه ان المخدرات تباع بالسر والباطن، وتحت الارض، وان مروجي وتجار المخدرات مخفيون وغير معلومين، وينشطون بالسر، ومتمرسون على العمل تحت الارض، وهكذا دائما الممارسات السوداء والمسمومة والخبيثة تكون سرية.
وكما يسرد في اخبار الامن عن ضبوطات المخدرات، القبض على كمية من المخدرات، ويتلازم ايضا وجود اسلحة خفيفة وثقيلة وقنابل ورشاشات. وهي ادوات جرمية لتشكيل عصابة.
واخطر ما في اخبار المخدرات، ومما لا يجب ان ندير ظهرنا لوجوده هو السلاح، ومظاهر العصابة، والخروج الممنهج والمنظم على القانون والدولة، ومن هذه النقطة يبدأ تشكل بؤر خارجة عن القانون.
من اخبار المخدرات، ما يوحي دون اعتراف ان المخدرات متفشية كثيرا في البلاد. وخبر نصب خيمة على الملأ وامام المارة وعلى مرمى من اعين الناس لبيع المخدرات بغاية الحساسية والخطورة، ومولد لمستوى جديد من تفشي المخدرات.
ولو قلبنا الخبر عقلانيا وموضوعيا، فانه يقول ان تجار ومروجي المخدرات ملوا من العالم السري والسفلي للمخدرات، واشهروا بيع بضاعتهم في العلن من شدة الاقبال، وارتفاع معدل الاستهلاك، ونمو طردي لمدمني ومتعاطي المخدرات.
ومع الوقت يتحول هذا الى سياسة «الامر الواقع»، وما اقساها من سياسة، اذا ما فرضت مفرداتها الاستعارية القاسية على الدولة والمجتمع. كنا نسمع في اخبار المخدرات عن عمل استخباري للقبض على عصابات بيع وترويج وتهريب المخدرات، واليوم في الشارع صرنا نتدعثر في خيم وبائعي ومروجي المخدرات.
وما اريد قوله هنا، انه من المطلوب انقلاب ابيض في «الاستراتيجة الامنية» في التعامل مع ملف المخدرات. واضع هذه الملاحظة بين يدي وزير الداخلية ومدير الامن العام، وكلاهما اثبتا انهما على قدر من المسؤولية والتمييز والحكمة في ادارة دفة الداخلية والمؤسسات الامنية.
وما نخافه من المخدرات ابعد خطورة من التعاطي والادمان. نخاف من ولادة عصابات في خاصرة الدولة. وولادة مناطق رخوة امنيا وخارجة عن القانون.
لا احد يطيق ان يقرأ اخبارا عن المخدرات، وخطر المخدرات يداهم كل بيت اردني. وثمة اخبار جرمية غريبة وعجيبة تقع في بلادنا، واذا ما اردت ان تفهم السر ففتش عن المخدرات. وما تبقى قوله في كل الاحوال ان تجارة وتعاطي المخدرات تستحق اقصى العقوبات القانونية والادارية.
الدستور