تكريم ورسائل ملكية تحسم قضايا جدلية
ليس بالضرورة في السعي لايصال فكرة أو نهج معيّن أن تعدّ أبحاثا ودراسات يتبعها لقاءات وورش عمل، إذ يمكن طرحها في سياق بسيط ومختصر وفي ذات الوقت ثريّ حدّ العبقرية، لتكون بدايات انجاز ونهايات ابداع وتميّز، وتصبح عملا على أرض الواقع بعيدا عن طول المراحل التي ربما تؤخّر من الانجاز وليس العكس.
في هذا السياق، جاءت رسائل جلالة الملك عبد الله الثاني أمس الأول عندما كرّم بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله أوائل الثانوية العامة للسنة الدراسية 2020/ 2021، تحديدا في حديث جلالته عن التخصصات وما على الشباب اختياره في هذه المرحلة، حيث أكد جلالته الملك على «أهمية اختيار الطلبة للتخصصات التي تتناسب وسوق العمل، وتخدم مسيرة التنمية والتقدم في الوطن»، هي رسائل وأفكار جمعت آلاف الأفكار والدراسات والأبحاث وكل ما تم ويتم العمل عليه في موضوع التخصصات وسوق العمل، واضعا جلالته نقاط الحلول على حروف الحقائق كما هي بلغة بيضاء.
ربما تكون مكتبات رسمية وخاصة تزدحم بآلاف الدراسات والأبحاث ومخرجات وتوصيات لقاءات حول موضوع التخصصات وسوق العمل، ولكن مع الأسف ما تزال هذه المشكلة تراوح مكانها ومع نهاية كل امتحان للثانوية العامة تعود لتتسيّد المشهد المحلي، بحثا عن وسائل لعدم تراكم مزيد من طلبات التوظيف وأعداد الخريجين ممن سيزيدون من طابور العاطلين عن العمل، ليحسم جلالته كل هذه الحالة التي لم تخل في أمكنة معينة من عدم الجدوى، بقول واضح للشباب وهم ممن يملكون ترف الاختيار لما سيدرسون بقول جلالته اللجوء لدراسة التخصصات التي تتناسب وسوق العمل، وكذلك تخدم مسيرة التنمية والتقدم في الوطن.
مسيرة التنمية والتقدم في الوطن، ليس توجيها أو رأيا، إنما حالة علمية عملية تضع موضوع التخصصات في مكان هام وواضح جدا، على كافة الجهات ذات الاختصاص التقاط رسالة جلالته في هذا الشأن، إذ يجب التركيز على التخصصات التي من شأنها تحقيق التنمية، والتي يمكن أن تكون أسقطت من الكثير من الدراسات والأفكار المطروحة بهذا الشأن، رسالة بألف بحث ودراسة ويجب الأخذ بها في كل ما يتم العمل به في موضوع التخصصات، وسوق العمل، وللخروج من دائرة طال اللف في محيطها بحثا عن حلول لم تأت حتى اللحظة بحلول حاسمة.
لقاء هام بداية لمنح من تميّز طاقة ايجابية لمزيد من التميّز والإبداع، فطالما كان التكريم الأداة الأهم لمزيد من التميّز، يضاف الى ذلك توجيهات جلالته لهذا الجيل الذي سيقود دفّة العمل مستقبلا، حيث جعل من تفوّقهم حالة ابداع هامة رغم الظروف التي عايشوها خلال هذا العام الذي امتلأ بالصعوبات والتحديات، إذ هنأ جلالته الطلبة على نتائجهم المشرفة رغم أن الظرف لم يكن سهلاً بسبب جائحة «كورونا»، «معتبراً أنهم يمثلون قدوة لشباب الوطن وشاباته» ليضعهم جلالته في مقام القدوة التي على الشباب والشابات النظر لها بعين الاهتمام والسعي للوصول لما وصلوا اليه كلّ في مجاله، فهم من خرجوا ناجحين ومتفوقين من تجربة مثقلة بالتعب والتحديات أثرت على الجميع، خرجوا متفوقين، ليعزز جلالته هذا التفوق والنجاح بتكريمهم والإشارة لهم بالقدوة لبناء جيل يشبه تفوّقهم وتميّزهم ونضج وعيهم.
يجب الأخذ بكل ما حمله هذا اللقاء من أهمية، ورسائل هامة للشباب وللجميع، في دعم هذه الفئة الهامة، اضافة للإستفادة من تفوقهم بشكل يكون به حالة تحدّ خرجوا بها من جائحة كورونا بتفوّق، اضافة لتطبيق ما أكده جلالة الملك فيما يخص سوق العمل، والتخصصات، فقد حمل هذا اللقاء تكريما ملكيا ورسائل حسمت قضايا كثيرة.
الدستور