لوم
رمضان يعطينا فوائد لا حصر لها، فماذا نعطيه في المقابل؟ نجعل منه مشجبا نعلق عليه كل عيوبنا، ونقائصنا.
رمضان يعطينا قوة الإيمان، والعزيمة، والرجولة، والصدق، والبر، والعفة.
كما يقول الشاعر العربي:
جاء الصيام فجاء الخير أجمعه ترتيل ذكر وتحميد وتسبيح.
يعلمنا الصبر، والمغالبة، وعفة اللسان، وطول البال، كما يقول الحديث الشريف «من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في تركه لطعامه أو شرابه»، ويقول الرسول أيضاً في حديث آخر: «..... وإذا نازعه في أمر فليقل إني صائم».
أما نحن فماذا نعطيه بالمقابل؟ الكسل، والعجز، والتملص، والأعذار الوهمية، وكأننا نجر عليه الذنب واللوم.
تكون على موعد مع أحد الناس، فيتأخر ساعات حتى إذا لقيته قال لك «هذا رمضان»!
تكلف أحدهم بعمل معين، فيتراخى في التنفيذ، ويؤجل أياماً تضيع فيها مصالح العباد، وحين تواجهه بهذا التقصير يعتذر بالصيام ورمضان.
وحين تكون هناك سفرة لقضاء مصلحة دينية أو وطنية ضرورية، يأتيك الإعتذار السمج والطلب بتأجيلها لما بعد رمضان.
ننسى أن كثيراً من غزوات الإسلام الكبرى وقعت في شهر الصوم.
وكان رسول الإسلام يفضل استخدام الرخصة حين يكون ذلك ضرورياً للجهاد والعمل، ويأمر أصحابه أن يفطروا حتى يلاقوا العدو في قوة وعافية.
* لكن لا يجب أن يكون هناك اعتذار عن القيام بالواجب، وتحمل المسؤولية.
إذن العيب مستحكم فينا، ونحن على استعداد لتغطية العيوب حتى بالفرائض الدينية.
الخلاصة، أعطانا رمضان كل هذه الفوائد وغيرها، فرددنا له الجميل «عكسياً» وجعلناه الملوم عن تقصيرنا وكسلنا وعجزنا.
الدستور