خطاب توني بلير .. الكذاب الأشر !
من استمع الى خطاب توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الاسبق الذي القاه في معهد للأبحاث مستبقا ذكرى هجمات الحادي عشر من ايلول الارهابية في نيويورك ، يدرك أن هذا الرجل لا زال يكذب ويكذب حتى كتب عند الناس كذابا ، وعرف بهذه الصفة حتى لأقرب المقربين منه ، وذلك استنادا للواقع ، وللجان تحقيق داخلية شكلت بسبب كذبه على الشعب البريطاني وعلى العالم حينما زعم بأن العراق يمتلك اسلحة دمار شامل ، وبأن بإمكانه قصف اوروبا بالبيولوجي خلال 45 دقيقة وبأنه يمتلك اسلحة خفية وغير ذلك من اباطيل ، ولكن بلير ما كان ساقها آنذاك إلا لمؤازرة بوش الأبن ، ذلك المعتوه الآخر على الجانب الآخر من الأطلسي .
بلير ، وقبيل حلول ذكرى العملية الارهابية التي نفذتها القاعدة في نيويورك ، وكعادته الاسترزاقية ، اعتلى منبر المعهد الروسي ليصب جام غضبه على الاسلام والمسلمين ويعيد التحذير من أن هجمات اسلامية سوف تضرب أوروبا ، ومدعيا للمرة الألف ، بأن أكبر خطر تواجهه اوروبا والغرب عموما هو الأسلام .
لم يكتف هذا المتصهين ، أحد أسماء المحافظين الجدد الذي يؤيدون الكيان العبري تأييدا أعمى ، لم يكتف بالتحريض على الأسلام ، بل شمل في انتقاداته كل من يعادي مبادئ المسيحيين الجدد أو لا ينغمس في معتقداتهم مثل الرئيس الأمريكي الحالي الذي طالته انتقادات بلير ، خاصة ما أعلن عنه بايدن عن أن إعادة بناء الدول بعد تجربة 20 سنة في افغانستان ليس سوى أضغاث أحلام ، حيث يرد بلير أنه بالإمكان بناء الدول على الطريقة الغربية وضمن مبادئ الغرب ، ولكن الأسلام هو الذي يعيق التحديث والعصرنة ، ليؤكد أكثر من مرة على ضرورة الحرب والمواجهة مع هذا الدين وأنصاره لأنه أكبر خطر على العالم وفق زعمه .
يذكر كل من عرف هذا الأفاك الزنيم ، والكذاب الاشر ، كيف أن بلير هذا تبين - بعد التحقيق معه - بانه كذب على الشعب البريطاني وعلى مجلس العموم لإتمام مشاركة بريطانيا في الغزو ، وهو ما حدث : إذ ارتكبت قوات المذكور في جنوب العراق، حيث كانت تتواجد ، مجازر يندى لها جبين الأنسانية .
ولا يجوز أن ننسى هنا ، ما جرى كشفه عقب تلك الحرب : أن الأمريكيين والبريطانيين كانوا يخططون لتسليم العراق لايران من خلال تحالفهم مع الدولة الفارسية ، وهو ما تم ، ومن خلال ابرام صفقة لم تعد سرا مع المرجع الشيعي في العراق علي السيستاني الذي اصدر بالفعل فتوى تمنع قتال الغزاة ، وقد شهد خليل زادة في مذكراته عن حرب العراق أنهم ابلغوا الأيرانيين بموعد الغزو وأهدافه قبل وقوعه ، وبأن الايرانيين سهلوا عبور الطائرات المقاتلة الأمريكية والبريطانية الأجواء الايرانية بكل رحابة صدر خلال عمليات القصف .
ونخلص مما قلناه ، بأن هذا الشخص المتحالف مع الايرانيين والصهاينة يعاني من حساسية مفرطة من السنة ومن الجغرافيا السنية بشكل عام ، وها هو يتحدث عن افغانستان والتطورات التي وقعت فيها متهما باكستان ، تلميحا لا تصريحا ، بأنها هي التي قاتلت في وادي بانشير ضد قوات مسعود وبأن افغانستان ستصبح ملاذا للارهاب مرة اخرى ، ولا نعني بذلك أننا مع طالبان ضد خصومها ، فهذه الحركة لا زالت تدور في فلك نفسها إياه وفق حكومتها المؤقتة ، ولكننا نتحدث عما يقلق بلير وهو محور حديثنا هنا .
وكما قلنا آنفا ، فإننا لا نسجل تأريخا للرجل ، بل نمر على سياسي حاقد ألقى قبل يومين محاضرة نقلتها أغلبية وسائل الأعلام ، كان محورها الأساس ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر ، وانتصار طالبان ،وهما مناسبتان ليعيد بلير التحذير من الأسلام والمسلمين " السنة " وسط ذهول المراقبين الذين اعتقدوا بانهم سيستمعون إلى كلام آخر ، وبالفعل ، أثبت بلير أنه أحد أولئك الحاقدين على الاسلام في كل زمان ومكان إلى أن ينتهي به الأمر في جهنم مذءوما مدحورا .