الفضاء
وقع في يدي كتيب نشرته وزارة الأوقاف في ماليزيا بعنوان «دليل لرجال الفضاء المسلمين».
في الكتيب يرد رجال الدين على أسئلة حول معرفة القبلة والسجود وعدد السجدات في الدوران حول الأرض، وعشرات الأسئلة من هذا النوع.
وقد ترجم الكتيب إلى لغات ولهجات إسلامية من ضمنها العربية.
ربما كان عدد المسلمين بين رجال الفضاء محدوداً حتى الآن، لكن تحضير أمثال هذا الكتيب للمستقبل عمل عظيم يستحق التنويه.
إنه يدل على شيء مهم دعونا له مراراً، هو ربط العقيدة الإسلامية مع مطالب العصر وضروراته.
علوم الفضاء تتسع الآن، وتدخلها عناصر كثيرة تنتمي إلى أمم شتى، ولا بد أن تصل للمسلمين على نطاق واسع.
والقرآن أول من دعى المؤمنين لدخول هذا السباق بتركيزه على النظر في الفضاء «قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ» وقال أيضاً «أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ».
لقد وضع أجدادنا العلماء الإسلام أمام حركة الحضارة، فأصبح الدين حافزاً لها وراعياً لمسيرتها.
ولا تجد علماً من العلوم إلا وجدت في جذوره فيلسوف أو عالم مسلم.
لقد ذكرت للسيد عبدالله أحمد بدوي رئيس وزراء ماليزيا في أحد الاجتماعات أن وزيراً صينياً للصناعة في ماليزيا كان يستعين بآيات قرآنية يؤكد بها سياسة وزارته.
هكذا استطاعت ماليزيا أن تقدم الإسلام بصورة يقبل بها كل الناس على اختلاف أديانهم.
تحية مكررة لماليزيا على دخولها باب علوم الفضاء باسم الإسلام.
من سلسلة مقالات «غير منشورة» للمرحوم كامل الشريف
الدستور