أكبرُ من نفق، أبعدُ من أفق!
فتح الأحرار الفلسطينيون، زكريا زبيدي، ومناضل انفيعات، ومحمد ومحمود عارضة، ويعقوب قدري، وأيهم كممجي، أكبر من نفق وأبعد من افق للحرية.
فقد كشفت لنا مأثرتهم حقائق جديدة حول حالنا، وحال العدو الصهيوني ومآله.
فقد نَقَب الأبطال الستة، احد أكبر الثغرات في معتقل شعبهم، وحطموا بإرادة الحياة والحرية التي في قلوبهم، تلك التي ما توقف خفقها منذ عشرات السنين في هضاب فلسطين، قيدَ الظلم الإسرائيلي، وفتحوا اكثر من ثغرة وكوة في جدار «الوطنيات» العربية المستقلة، المنكفئة على همومها ومشكلاتها الخاصة.
لقد «خردق» الابطالُ الستة كلَّ الجدران.
وبرهن اباطرةُ الحرية وايقوناتُها الستة، أن لا أمان للفلسطينيين في كل أرض فلسطين في ظل الاحتلال.
دلتنا تجربتهم العظيمة على حقيقة ساطعة هي أن الخطوط الفاصلة والتقسيمات التي على الخرائط، هي مجرد خطوط وهم، وأن «المناطق الإدارية المستقلة المؤقتة» في الضفة الغربية المحتلة A.B.C، هي حدود وخطوط وهمية لاحتلال أبدي، ليس في قاموسه انسحابٌ ولا دولتان ولا دولةٌ أو نصفُ الدولة حتى، بل فيه دولة دينية عرقية يهودية، لا تقف حدودها عند ارض فلسطين بل تتعداها إلى كل الأراضي الأردنية، التي تقع غرب الخط الحديدي الحجازي وأجزاء كبيرة من اراضٍ سورية ولبنانية.
اسرائيل هي العدوان والتوسع والحرب.
وهي ليس لديها الا هذا المشروع، وغير ذلك أوهام وعجز وتفريط.
وان نضال الشعب العربي الفلسطيني من اجل الحرية، الطويل المرير، سيتكلل بالنجاح مهما طال. وهو يتقرر على هذه الأرض.
لقد ظلت قلوبنا كل الوقت، معلقة بمصائر أبطالنا الستة، رغم يقيننا ويقينهم، أن فرصتهم في النجاة، ضئيلة جدا لا بل هي فرصة مجهرية.
فكيف ينجو ويفلت 6 أسرى معزولين جائعين منهكين، من جيش مدجج يتعقبهم؟!.
وعلينا ان نعترف أن سنوات الاحتلال، التي تزيد على 54 سنة، خلقت متعاونين وعملاء و»عصافير»، أصبحوا جيشا استخباريا سريا مؤثرا. كما انتج الاحتلال الطويل للضفة الغربية، مصالح هائلة وتيارا سياسيا اقتصاديا «متأسرلا»، يرى أن الحل النهائي هو مع دولة الاحتلال الاسرائيلي!!.
الدستور