الحلاقة..
الحلاقة.. فن ومهارة لتزيين الرأس بإزالة الشعر عن الجوانب او تقصيره من الأعلى وفق رغبة صاحبه، والبعض يتضايق منه فيزيله كاملا ،لكن الحلاقة في السياسية شيء آخر ، وعلى السنة ألناس لفظ معاكس كأن تقول «حلقوله على الصفر» وهذا ينطبق على ثلة أحداث نؤشر عليها بالاتي:
- الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون يطلق تصريحات حادة والفاظ خارجة عن الدبلوماسية ويهدد بالانسحاب من هيكلية قيادة حلف الناتو على خلفية قيام واشنطن ولندن بتوقيع اتفاقية تزويد أستراليا بغواصات دفع نووي وقيام الأخيرة بالغاء صفقة موقعة معه (أي ماكرون) بقيمة تصل إلى أربعين مليار دولار وليس هذا فحسب بل توقيع اتفاقية أخرى بتزويدها بطائرات اف (35) وذلك لتعزيز قدراتها الدفاعية ضمن تحالف اوكوس لمواجهة الصين..هذا كله يُختزل في جملة واحدة..حلقولوا الامريكان على الناشف.
- الرئيس التركي أردوغان سبق وأن حاول لعب أدوار سياسية وأمنية في سوريا والعراق وجواره في جورجيا وارمينيا وأوروبا، فجاءه الرد سريعا بطرد الخبراء الأتراك من المشاركة في صناعة طائرات اف (35) الشبحية وعدم تزويدها لبلاده، وليس هذا فحسب بل جرى تجريم تركيا العثمانية على جرائم قبل أكثر من قرن ضد الارمن، وباتت تركيا شبه معزولة..هذا كله يُختزل في جملة واحدة..حلقولوا الأمريكان على الناعم.
- قبل أسابيع انسحبت واشنطن من أفغانستان تاركة حكومة أشرف غني الممولة والمعينة والمحمية منها وحيدة في الميدان، والنتيجة هروبه وسقوط حكومته ومجيء طالبان إلى السلطة في كابل،..هذا يمكن اخصاره بعبارة واحدة حلقولوا الامريكان على البطيخة.
واشنطن تاريخها السياسي مليء بشفرات الحلاقة الناشفة ضد حلفائها واصدقائها وخصومها، وهي لا تعترف بهكذا مصطلحات سوى ما يعني مصالحها دون إعتبار لأي شيء آخر، والقصص والحكايات مليئة في هذا السياق، فشاه إيران محمد رضا بهلوي باعته بثمن بخس (حلقتلوا عام 1979م) ومثله مثايل فلا يعنيها سوى مصالحها ومصالحها فقط، والسؤال اليوم..ماذا عن حلفائها الجدد..في ليبيا.. العراق..سوريا.. الأكراد..ووالخ،..هل يأتي يوم وتستل شفرة حلاقتها لهم وتستبدلهم باخرين أكثر تجاوبا مع مصالحها وتبعد ليس تركيا وإيران وفرنسا بل إيطاليا وروسيا، وما بعد نسمع تلويحات وتهديدات جوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع.
نعم الحلاقة الأمريكية متباينة ومفاجئة أحيانا أخرى، ولا يعنيها سوى استباحة الآخر اقتصاديا وامنيا وسياسيا، وترى أن تحالفاتها ومكانتها تتجدد وفق مصالحها واهدافها الاستراتيجية وكل من يحاول الخروج عن طاعتها تباشر الحلاقة له بالطريقة التي تراها مناسبة لها..ونسأل..لماذا الحلاقة أمريكية شنيعة ومؤذية لحلفائها واصدقائها ؟!.
الجواب..عند الرئيس ماكرون الذي وصفها بالكذب ونعتها بعبارات قبيحة.
الدستور