كوخافي.. الاحتفاء بالفشل
احتفى رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، افيف كوخافي، بالعملية التي استهدفت خمسة من النشطاء الفلسطينيين في الضفة الغربية بالقول إن "قواته حققت إنجازاً كبيراً، فسلسلة الاغتيالات والاعتقالات التي جرت، كانت بالغة الأهمية، وحالت دون وقوع هجمات كبيرة، من الممكن أن تمتد إلى القدس ونتانيا وتل أبيب والعفولة وأي مكان آخر".
احتفاء رئيس أركان جيش الاحتلال بالعملية العسكرية؛ أخفى قلقا متصاعدا من فقدان السيطرة الامنية في الضفة الغربية؛ فالاشتباكات والمواجهات المسلحة بين الاحتلال والمقاومة في الضفة الغربية؛ تحولت الى روتين يومي يزداد قوة وعنفا وتحديا لقوات الاحتلال، وهي مخاوف عكستها تعليقات المراسلين العسكريين الصهاينة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
فالعملية الأخيرة، من وجهة نظر الكثير من المراقبين، تعكس فشلا أمنيا متراكما، أكثر من كونها نجاحا عسكريا يسجل لصالح استراتيجية جز العشب المزعومة، فالعملية تغذي المناخ المقاوم في الضفة، وتصنع المزيد من المقاتلين الراغبين في المواجهة مع الاحتلال.
ما اعتبره كوخافي نجاحا كان في الحقيقة فشلا عبّر عنه بتجذر وتمدد المقاومة الفلسطينية، فالاشتباك أوقع جرحى في صفوف القوات الخاصة التابعة للجيش الإسرائيلي، والمواجهات اتسع نطاقها الزمني والجغرافي؛ مؤشرات تؤكد أن المواجهة المقبلة ستكون أعنف، والخسائر أكبر.
المقاومة المسلحة في الضفة الغربية باتت أكثر فاعلية مما كانت عليه قبل عام، وهي مرشحة لأن تتصاعد في ظل تعافي الحاضنة الشعبية للمقاومة، مقابل تآكل واضح في نفوذ وتأثير السلطة الفلسطينية التي بات الحفاظ عليها هاجس وزير الدفاع بيني غانتس.
ختاماً.. معركة القدس في رمضان الفائت فتحت ثغرة كبيرة في جدار نظرية الأمن للكيان الاسرائيلي في الضفة الغربية، فالمواجهات والاشتباكات لم تعد مقتصرة على بقعة جغرافية دون غيرها في الضفة الغربية، وعمليات الاقتحام الاسرائيلية تواجه صعوبات متزايدة ومعوقات أكبر في كل مرة.. حقيقة حاول افيف كوخافي تجاهلها من خلال احتفائه المزعوم بعملية الاقتحام العسكرية الفاشلة التي كشفت عن فقدان المزيد من المساحات المسيطر عليها من الأرض في الضفة الغربية.
السبيل