اللبّن.. وسريان الأمن !
الكلمة في اللغة تطلق على مجموعات النوق وقد امتلأن باللبن (الحليب) ويبدو أن المنطقة كانت تاريخياً مواقع لرعي الابل فأخذت هذا الاسم..
وعلى بعد حوالي 15كم جنوب عمان يمتد موقع «اللبّن» وهي ضاحية تتوفر فيها الشوارع العريضة المنارة وأغلبية بيوتها فارهة وجميلة.. ورغم وقوعها على حد الصحراء الا أن ارضها تتمتع بوفرة الاشجار والخصوبة كما جرى رواج الاراضي فيها منذ عام 2000 لتنتشر فيها المزيد من الملكيات والمزارع..
ارتبط اسم اللبن بسلبيات سببها نفر قليل يتخذ من موقع «اللبّن» قاعدة لانطلاق أعماله في السرقة والتهريب والاتجار بالمخدرات رغم أن أهل اللبن كانوا قد تعاونوا مع سلطات الأمن أكثر من مرة وساعدوا على تمكينهم من اداء واجباتهم والانقضاض على الفاعلين ومحاصرتهم..
شهد الأسبوع الماضي عملية واسعة في منطقة «اللبّن» استهدفت مداهمة مواقع كانت مغلقة حيث تجمع لسرقات السيارات وحتى المواشي وكثير من المقتنيات المنقولة وقد بلغ الأمر حداً لا يمكن السكوت عليه..
كانت المبادرة من الدوائر الأمنية التي رصدت وخططت ووضعت النقاط على الحروف فما يتعلق بالعملية التي نفذها باقتدار مجموعات من رجال الدرك المحترفين والمتخصصين في هذا المجال وكذلك مجموعات من الأمن العام وقد كانت نتائج التنسيق مثمرة..اذ وضعت اليد بعد مداهمات قاسية على أكثر من (25) سيارة معظمها من طراز حديث لتعاد الى أصحابها الذين عانوا فقدانها من أمام منازلهم ومكاتبهم أو نتيجة غفلة أو اهمال حيث جرى السطو عليها اما بتزوير وتقليد مفاتيحها أو بالخلع أو بخطفها أثناء توقفها القابل للاستيلاء..والأنكى أن الخاطفين كانوا يرسلون من يفاوض صاحب السيارة على سيارته لدفع مبالغ تصل الى 10% وأكثر من قيمة سيارته لتعود اليه فإن امتنع تركوه وان وافق قبضوا وقد لا تعود السيارة وان عادت فربما مفككة أو ناقصة وقد تحدث عن هذا الأمر شخصية متقاعدة روى قصصاً من ذلك قبل أن تجري مداهمة «اللبّن»..
في الحجز الذي كانت تسيطر عليه مجموعات مطلوبة للعدالة أصناف من البضائع المسروقة والمهربة والمخطوفة بعضها محظور وخطير وبعضها فقده أصحابه ولم يستطيعوا الوصول اليه وظلوا ينتظرون وسط عجز وضعف ومماطلة..
اشتكى لي العديد من المواطنين انهم تعرضوا لسرقات وخطف حقائب سيدات وحتى سلب بالقوة واعتداء بالضرب من مجهولين أو معلومين جرت مطاردتهم وتقديمهم للقضاء..وهذه الظاهرة التي تزداد مع الصيف ما زالت تأخذ طابعاً فردياً ويرى البعض ان رجوعها بهذا الشكل له علاقة بالافراج عن مجرمين محترفين وبمجرمين لم يصلوا للعدالة..وبمجموعات تستهدف الاستقرار والموسم السياحي الناجح..
الأجهزة الأمنية وخاصة ذات الطابع الاستخباري تنبهت لذلك وقامت بحملات كان أبرزها حملة الأحد الماضي 3/7 في «اللبّن» ومواقع أخرى وهناك خطة أمنية واسعة ستستمر بهدوء دون ضجيج مفتعل حتى لا تقوم مظاهر أمنية مفزعة فالأمن هو الأهم وهو عمود الاستقرار الذي لا يمكن بناء الاصلاح أياً كان بدونه.. يبقى أن نقول ان اهلنا في «اللبّن» مثلنا يحرصون على الاستقرار وسيادة القانون وجعل المنطقة مفتوحة لانهم عانوا أيضاً مما عانت كل الجهات التي تضررت وأعتقد أن الأمن وفي المقدمة الاجهزة التي تعمل بصمت معنية بذلك وفي تقديرها أن الحالة الأمنية مستقرة وان كل هذه الظواهر الطارئة أو المستجدة او حتى التقليدية هي في القبضة وتحت طائلة القانون الذي لا يجوز أن يخرج عليه احد..(الرأي)