عن القاضي بيطار والثنائي الشيعي والعامري وانتخابات العراق

نعتقد جازمين أن ما أريد لقاضي التحقيق اللبناني الذي نظر قضية المرفأ فادي صفوان هو نفسه ما يراد لخلفه القاضي طارق بيطار الذي يطلب نصر الله أو ما يطلق عليه " الثنائي الشيعي " اقصاءه من التحقيق .
في قضية صفوان ، وما أن استدعى للتحقيق رئيس الوزراء السابق حسان ذياب ، ونائبان آخران هما علي حسن خليل وغازي زعيتر " حركة أمل " نقول : ما أن اصر القاضي صفوان على استدعاء هؤلاء للتحقيق معهم في قضية انفجار المرفأ حتى أعلن عن رفض تسلمه ملف التحقيق من قبل هذه القوى المهيمنة على لبنان ، وعندما كان لها ما ارادت وتم أبعاد القاضي صفوان ، تم تعيين القاضي طارق بيطار الذي سار على نهج سلفه وأصر على استدعائهما واستكمال التحقيقات ، ليخرج زعيم حزب الله هذه المرة شخصيا ويطلب ابعاد القاضي البيطار عن التحقيق في قضية المرفأ .
ومن نافلة القول أنه إذاما طلب الحزب شيئا فلا بد من تحقيقه كما يعتقد كثيرون ، لأن لديه وسائل ضغط لا تبدأ بالإحتجاجات في الأحياء والازقة والشوارع وتعطيل البلد والمؤسسات ، ولا تمر بنفوذه السياسي على رئاسة الدولة والتيار الحر ، ولا تنتهي بالاغتيالات ، فما بالكم وحسن نصر الله آثر الخروج ليطلب بلسانه إزاحة القاضي طارق بيطار الذي اقترب كما يبدو من أدلة تدين الحزب في قضية تخزين نترات الأمونيوم ، تلك التي أحدثت انفجارا شبه نووي في العاصمة اللبنانية في الرابع من آب 2020 مخلفة 204 قتيلا و6500 جريح و 300 ألف مشرد بعد أن دمر الأنفجار أو خلخل أركان 50 ألف شقة ناهيك عن مئات المصابين بأمراض نفسية .
ومن زاوية أخرى ، فقد يلعب التيار الوطني الحر دورا في ابعاد القاضي ولكن بصمت وخبث ، ذلك أن تصريحات جبران باسيل التي زعم فيها أنه مع استكمال القضاء للتحقيقات ، تطرق إلى عدم معرفته بوجود شبهات سياسية وراء الاستدعاء أم لا ، وهو تشكيك لا ينبئ بخير ، وكما يبدو ، فإن الرئاسة ستستجيب لطلب نصر الله ولكن دون أن يظهر الأمر وكأنه تنفيذ لأوامره بتنحية القاضي ، في انتظار اجتماع مجلس القضاء الأعلى مع القاضي يوم الثلاثاء القادم ، أو ما سيتلو ذلك الاجتماع .
إذن : قطبا ايران في لبنان والعراق يفرضان شروطهما ، ومخطئ من يعتقد بأن ايا من هذه الشروط لن يتحقق والسبب واضح : وهو أن هاتين الجهتين تنهلان من معين واحد ، هو معين ايران الكدر الذي يفيض صديدا .
لقد بات اللعب على المكشوف بوقاحة هذه المرة ، وها هو تهديد نصر الله يملأ الفضاء ، ولكن ، وكما يبدو ، فإن ما جرى في بيروت قبل أيام من سقوط ضحايا وجرحى في اطلاق نار على تجمع لأنصار الحزب وتوزيع فيديوهات واتهامات هنا وهناك يشي بأن الأمور في لبنان لن تمر بسلام ، تماما كما لن تمر بسلام انتخابات العراق التي هدد فيها هادي العامري باستخدام " كل الوسائل " من أجل الغاء النتائج التي اكتسحها التيار الصدري وخسرها تحالف الفتح الايراني ما لم يتم التلاعب بالنتائج أو تكييفها .
سيتوقف الزمن في لبنان ، وسيتوقف في العراق .. أما في لبنان فإلى أن يشطب القاضي بيطار إما عن قائمة القضاء أو قائمة الحياة بغض النظر بقي ميقاتي أم لا ، وأما في العراق فإلى أن تشطب أو تعدل نتائج الانتخابات ، سواء بقي الكاظمي أم لا ، وفي كلتا الحالتين فإن مستقبل هذين البلدين ملبد بالغيوم والعواصف والقواصف ، ونأمل هذه المرة أن نكون مخطئين !.

جي بي سي نيوز