أمل
أرجو ألا يكون هذا الأمل كأمل إبليس في الجنة، الذي تضرب به الأمثال في الأمل المستححيل.
آدم عصى ربه عصياناً مباشراً، وأكل من الشجرة المحرمة، كما سجلها ملتون في «الفردوس المفقود»: «كانت المعصية الأولى لبني البشر، وثمار الشجرة المحرمة ذات الطعم القاتل جلبت الموت للأرض».
القرآن الكريم أعطى الأمل لأنه قال « فَتَابَ عَلَيْهِ « فانتهت آثار المعصية، ولم تكن هناك خطيئة دائمة.
التسلسل المنطقي -إذن- أن يعود آدم للجنة التي أخرج منها عقب نهاية العقوبة، نهاية الحياة.
نحن أبناء آدم نسير على دربه، فقد قاسمناه الضريبة، فيجب أن نقاسمه النهاية السعيدة.
كما سرنا معه إلى الأرض، سوف نلاقيه في اللجنة، ويجتمع شمل الأسرة السعيدة من جديد.
رغم أنف أبي العلاء القائل:
أبوكم آدم سن المعاصي وعليكم مفارقة الجنان.
بعد هذا الدرس المر، لا بد أن آدم ونحن معه عرف ألاعيب الشيطان، وتكونت لديه المناعة لمقاومته.
جدتنا حواء -أيضاً- لن تكون صيداً سهلاً لإبليس اللعين.
حقق الله الآمال.
ماليزيا 1989
من سلسلة مقالات «غير منشورة» للمرحوم كامل الشريف
الدستور