فرصة
حين تستعرض شريط الحياة تقف عند حوادث حاسمة كان من الممكن أن تكون فيها نهايتك.
حادث سير رأيت فيه الموت رأي العيان.
أنقذت غريقاً فجذبك معه للقاع.
انفجر اللغم الأرضي فقتل اثنين عن يمينك وشمالك وخرجت أنت سليماً.
من البداية البعيدة كانت دائماً على حد السيف، وجناح الخطر وفوهة الهوة السحيقة.
في ظلمات الرحم مات الملايين ونجوت، وعلى امتداد الحياة وقع الناس وبقيت في الحياة، لماذا؟
ليست اعتباط كما قال لبيد:
رأيت المنايا خيط عشواء من تصب تمته، ومن يسلم يعمّر فيهرم!
لا، ليست خيط عشواء، إنها لهدف وغاية.
قد تكون علامة رضى لتأخذ فرصة تزيد فيها من الصالحات. كما يقول الحديث الشريف «خيركم من طال عمره وحسن عمله».
قد تكون علامة غضب أن تمتد بك الحياة فيعلو رصيد السيئات كما يقول الشريف المرتضى:
وما هذه الأيام إلا مصائد وأشراك مكروه لنا وغرور.
في يدك أن تعطي المعنى الجيد لهذه العلامة، وتجعل منها فرصة جديدة للخير، والثواب، قبل أن ينزل الستار ويقع الحادث الأخيرة.
لندن، ابريل 1987
الدستور