الله الله والرمثا بطل الدوري..
قبل أيام؛ انتهى دوري الدرجة الأولى، أو الممتازة، أو المناصير.. نسيت اسمه بصراحة، وفاز به نادي الرمثا، الذي عرفناه صغارا بفضل سمعة اللاعب خالد الزعبي، كنا نتحدث عنه في القرية باعتباره افضل لاعب كرة قدم في الكون، وأعتقد بأن نادي الرمثا كان في قمة النجومية في تلك الأيام..
منذ فترة ليست بالقليلة، أعلنت اعتزالي عن متابعة كرة القدم المحلية، منذ مباراة منتخبنا مع منتخب اوروغواي او باراغوي، اعني المنتخب الذي يلعب معه اللاعب العضيض (سواريز)، منذ تلك المباراة فقدت ايماني بل آمنت أن لعبة كرة القدم في بلدنا (شوربة).. لكن تطفو على السطح بين الفينة والأخرى، أعني في مواسم معروفة، تطفو قضايا سيئة، وينجرف في تيارها بشر عجيبون، ولا علاقة لها برياضة، ولا تنطوي حتى على لغة أو روح رياضية، ولا روح وطنية، وتمنيت (قولوا مليون مرة)، أن نرتاح من هذا التعصب النادوي، الذي لا يرن إلا في سوق تفتيت الوحدة الوطنية..
من بين مظاهر الفرح الرمثاوي ببطولة الدوري، قفزت صورة لسيدة كبيرة، تواجدت في المدرجات ربما، تشجع نادي الرمثا، وحسبي من الصور الجميلة هذه الصورة، التي رأيت فيها أما تهتم وتتابع وتحضر مباراة او احتفالا بنتيجة مباراة، تشجع نادي الرمثا، بعد أن اعتدنا أن ينقسم الأردنيون خارج عمان، بل يتحزبوا أيضا لتشجيع أحد ناديين، مقرهما في عمان، فلا أندية في مناطقهم تستحق التشجيع، لأنها لا تنافس على بطولات، وليس لديها جماهير متطرفة بتشجيعها.
كلنا نتمنى لو ينتقل كأس الدوري لسنوات خارج عمان، لعلنا نرتاح من ذلك الاستقطاب الذي سرعان ما يتم ترصيده ثم استهلاكه بعيدا عن الرياضة، بل ويجري تسييله في قنوات سياسية وابتزاز لنا جميعا، ومراودتنا على صفاء نفوس وأثيرنا من لغة الكراهية والمناطقية والمنابت والأصول... وسائر مشاهد الفلم الذي تعرفونه.
نادي الرمثا يستحق النجومية والفوز بالبطولة، ليس لأنه يجيد اللعب والفوز، بل من أجل الحب النقي الذي رأيناه في وجوه جماهيره، فهذا فرح أردني رياضي مشروع مقبول، لم يتلوث بتلك الاستقطابات العفنة، التي تبني بيننا وبين الرياضة وروحها حواجز نفسية، تجعلنا (نمرض) من الحديث عن رياضتنا ولعبة كرة القدم المحلية..
أبارك لنادي الرمثا الفوز ولجماهيره ابارك الفرح المستحق، وأتمتى لو يمكث كأس دوري لعب كرة القدم كثيرا في خزائن الأندية البعيدة عن عمان..
وسقى الله أياما كنا نفزع فيها صغارا وكبارا الى الملعب أو الشوارع، نشجع نادي القرية (نادي الربة)، الذي تم إعدام مسيرته المظفرة حين أشرف نجمه على السطوع في سماء الأردن..
فشجعوا الرمثا وغيره من الاندية، عسى المطر يهطل هذه المرة صافيا على تراب الأردن.
الدستور