العثمانيون الجدد
هناك معلومة قيد التداول حاليا على الفيس بوك، تتحدث حول معنى كلمتي الشلاتي والسرسري، اللتين نستخدمهما كثيرا في لهجتنا العامية. وهي معلومة مقنعة نسبيا، مع أن بعض المصادر تنسب ذات المعلومة إلى العصر المملوكي، لكن ما علينا!
تقول المعلومة بأن كلمة « شلاتي « أو شليتي» ترجع إلى العهد العثماني، حيث تم استحداث مسمى وظيفي بهذا الاسم، مهمته مراقبة الأسعار والموازين في الأسواق لمنع الغش والاستغلال. هؤلاء المراقبون كانوا يسمون بالشلاتية.
وبعد فترة قصيرة-بالتأكيد-تبين أن معظم هؤلاء تمت رشوتهم من قبل التجار والباعة، حتى يغضوا الطرف عن أساليب النصب والاحتيال على الناس، التي يمارسها التجار والباعة، وقد علمت الدولة السنية بموضوع فساد هؤلاء.
قامت الدولة بالرد بشكل بيروقراطي، لا يخلو من الفساد أيضا، فقد ابتكرت مسمى وظيفيا جديدًا هو (سرسري)، ومهمته مراقبة أعمال الشلاتية، لمنعهم من الفساد والارتشاء.
بالطبع فإن التجار والباعة أفسدوا ورشوا السرسرية أيضا، فضاع الناس وضاعت حقوقهم بين الشلاتية والسرسرية...... وما زلنا منذ ذلك الزمان ونحن نستخدم كلمة الشلاتي وأخو الشليتة والسرسري، للدلالة على الهامل والمرتشي ومن شابههما.انتهت دولة العثمانية السنية، عام 1918، ونشأت عنها دولة تركية حديثة ومتطورة، أما نحن فلم نزل نحل مشاكلنا بذات الطرق العثمانية، فتنبثق من حلولنا مشاكل أخرى نحلها بمشاكل اخرى.
الدستور