القمر ايضا وحيد في السماء
تراها وحيدة، يرهقها النظر لذلك القمر الذي يشعر بالوحدة، رغم وجود النجوم المحيطة حوله، الوحدة ليست مجرد السير وحيداً، أو العمل وحيداً، أو الأكل وحيداً، أو حتى النحت في الصخر وحيداً، الوحدة أن تشعر نفسك في دائرة مغلقة المحور، متربصة الجانب، مترعرعة الآفاق، ممزوجة بضوء عاكس للجانب الظاهرة عليه، أن تعيش الألم بمفردك، أن تذوق المرّ، في الجانب الحلّو، أن تشعر بمحيط في داخلك يسكنه الخوف، القلق،الفكر، الأرق، الثِقل، الأمل الضعيف، الشعور المختلف، الحزن المكسو بصيغة فرح، الظاهرة التي تبدو عليها أنت
وكيفما أنت، وما هي الحالة التي ستكون عليها أنت، الوحدة ليست مجرد شعور تشعره لنفسك فقط، بل هي أفق واسع، في مجال كبير الدقة، مختلف النوع، متشبث بالحقيقة المخفيّة، مُمضية لوقت أنت تريد أن يمضي، مرعبة للبعض من جانب، و مريحة للبعض من جانب آخر... هل تعلم ما هو الأسوء في الأمر يا أصدقاء؛ أن تشعر نفسك دخلت في مملكة كبيرة الأفق، وواسعة المدى، وأنت تنظر لنفسك هل أنا مؤهل للدخول أم لا، هل يوجد حتى مبرر واحد للدخول لا تعلم حقاً ما هو الجواب ... لكن إن كنت تريد أن تدخل تلك المملكة، فيجب عليك أن تُثبت وجودك لنفسك، وتثبت صمودك، و أن تكون لنفسك النظر، و الحِسّ و الحدسّ، وحتى الأمل مهما كان ضعيفاً في البداية، لكن إذا رسمت لنفسك البداية،،، ستصل إلى النهاية بكل عزمّ، وحزمّ، وثقة، لذلك، أثبت وجودك...
حمزة الوحيدي