مصير مفاوضات فيينا والملف النووي
لا يمكن لأي مراقب مطل على المشهد أن يقتنع بالتصريحات التي تصدر هنا وهناك في ما يتعلق بالاتفاق النووي وما يجري تحت الطاولات في مفاوضات فيينا .
رجع الجميع الى بلدانهم على أن يعودوا الأربعاء أو الخميس هذا الاسبوع محملين بقرارات جديدة ، بعد أن تم إنهاء الاجتماعات مع الوفد الايراني بدعوى أنه لا يحمل صلاحيات .. هكذا قيل .
ولو لاحظنا التصريحات الأوروبية عقب انفضاض السامر الايراني مع مجموعة 4 زائد واحد ، لوجدنا بأن الاوروبيين وصفوا المباحثات بالمثمرة ، بينما ذهب الأمريكيون للتشدد ، لتتوالى التهديدات الأمريكية ، والمختتمة ، كالعادة ، بأن الحل مع ملف ايران النووي لن يكون إلا دبلوماسيا ، وهو ما يذهب كل هذه الجعجعات أدراج الرياح .
يركز الايرانيون على رفع العقوبات ، ويركز الآخرون على التخصيب والرقابة ووضع كامل الملف تحت الكاميرات والوكالة الدولية .. هي معضلات بدأت في العام 2003 ومن غير المنتظر أن تجد لها حلا خلال اسبوع من مفاوضات تهدهدها نسائم الرغبة المشتركة بعد أن ألقى إعصار ترمب باتفاق 2015 إلى الهاوية .
بل إن نتيجة الاتفاق الذي وافق عليه اوباما وبايدن وخامنئي ،آنذاك، كانت في بعض جوانبها معكوسة : فبدل أن يكون الأتفاق قد حسم مسألة نفوذ ايران في المنطقة وصواريخها وتخريبها وميليشياتها الطائفية ، وجدنا أوباما يخرج بلقاء صحفي يطلب فيه من العرب الموافقة على تقاسم النفوذ في المنطقة مع الايرانيين ، وجميعنا يذكر الغضب السعودي والخليجي أنذاك ، ونذكر بأن كل ذلك جاء بعد تحذيرات نارية كانت تطلق يوميا للضحك على العالم وعلى العرب بالذات ، وعلينا أن لا ننسى عقود الاوروبيين مع طهران والتي وصلت مئات المليارات عقب الاتفاق ، ولولا ترامب "المجنون " وللجنون حاجة احيانا ، لمضى اتفاق 2015 كما يجب ولانتعشت ايران وسيطرت بشكل مباشر على كثير من البلدان وبمباركة أمريكية واوروبية خالصة .
كل ما تريده الولايات المحدة هو الوصول لرقابة صارمة على الملف النووي ،لضمان عدم حصول ايران على القنبلة ، ولأن الايرانيين براغماتيون وأذكياء ، فإنهم لن يسمحوا للمفاوضات أن تصل لنقطة اللاعودة ، ونتوقع أن تنتهي باتفاق ما ،مع أن نكتة الموسم الدائمة : هي أن خامنئي أفتى بـ " حرمة " السلاح النووي " ! .
لقد كان بايدن ركنا أساسيا في اتفاق 2015 في عهد أوباما ، وهو رئيس الولايات المتحدة الآن ، ومن غير المنتظر أن يذهب إلى الحرب حتى لو أجرت ايران تجربة نووية .
جى بي سي نيوز