اعترافات مكورون
يصعب ان ننسى اول مصاب اردني بكورونا .
و يصعب ان تنسى من نقل لك الفايروس، وبالعدوى تسبب باصابتك في كورونا .
من هو المذنب الاول ؟
البشرية مازالت عاجزة عن تحديد الاصابة صفر في كورونا .
واشنطن اتهمت الصين، ومنظمة الصحة العالمية برات الصين، واعتبرت ان الاتهامات الامريكية للصين في انتاج كورونا غير مؤكدة وعلمية .
و لا يخطر على بال احد ان يكون هو المصاب الاول بكورونا، ولربما ان عدم تحديد هوية الفايروس ومعرفة المزيد عن اسراره يبقى كثير من الاسئلة عالقة .
كورونا شديد التحايل، وفي تاريخ الفايروسات والاوبئة لم تعرف الطبيعة كائنا فايروسيا قادرا على تاهيل وتدوير وتحوير نفسه بهذه القوة من الخداع والتماهي.
ليس مهما الان، السؤال عن اقتفاء اثر كورونا، وكيف بدا ومن هو اول مصاب، ومنشا كورونا، وهل هو صدفة طبيعية ام من صنع البشر ؟
ما تحتاج اليه البشرية اليوم، كيف نتخلص من كورونا ونعبر الى مربع النجاة والشفاء والخروج من توابع هذا الفايروس اللعين ؟
**
في فصل الشتاء تصيبني امراض البرد والانفلونزا ونزلات البرد، في سنوات ماضية كنت اخذ ابرة البرد، ومن عامين انقطعت عن اخذها بسبب كورونا، وكما ان الابرة مقطوعة من السوق، واطباء افتوا من باب النصح بعدم اخذها لملقحي كورونا .
ومن بعد انقطاعي عن التدخين، مرت اعوام متتالية دون اصابتي بفايروس الشتاء .. مناعتي عالية ومقاومتي للفايروسات قوية .. وفي العلاقة مع الفايروسات لا بد ان تعرف كيف تقاوم وتواجه، وتعرف كيف تدخل المعركة وتخرج دون خسائر كبرى .
فايروس الشتاء والانفلونزا كانت تطيح بي، وتدخلني المستشفى احيانا، وترهقني، وتهد حيلي وتتعبني، واثارها الصحية السئية تمتد لايام واحيانا اسبوعا كاملا .
من قبل كورونا، ثمة عادات عامة كانت بالنسبة لي مرفوضة وغير مرغوبة، العناق و» سلام البوس « والمصافحة، واتضايق كثيرا من السلام المتكرر في الاستقبال والتوديع في المناسبات العامة .
و لعل هذه حصون وموانع، وهي اشبه بمجسات حماية لجسم وجهاز المناعة لمقاومة كورونا واي فايروس ومنعه من التوغل في الجسم .. العام الماضي في مثل هذا الوقت تقريبا اصبت بكورونا .
دخلت في حرب مع الفايروس، ومناعتي كانت على المحك وفي اختبار صعب .. في الايام الاولى من الاصابة التهم الفايروس جسدي وارهقني، وطرحني بالفراش .
فقدت صوتي، وفقدت نفسي، وفقدت مذاقي، وانخفض معدل الاوكسيجين في الجسم .. واقتربت من الخطر، وفي ليالي احسست انها النهاية، وقد لا اصحى صباحا على يومي وحياتي، واقتربت من خيالي اصوات غربية، واصوات قادمة من المجهول تنادي .
تجنبت دخول المستشفى، وحالة المستشفيات المتردية والسئية لا تساعد على دخولها .. استعنت باطباء عن بعد .. ولم يبخلوا في النصائح الصحية لمقاومة فايروس عرف كيف يستوطن في جسدي ويستغل مواطن الضعف في جهاز مناعتي .
فايروس كورونا لا يختلف عن ابنا عمومته واخواله من الفايروسات الاخرى ..ولكنه تميز بانه ولد في زمن السوشل ميديا، والضجيج العالي لاعلام شعبوي لا يغفر ويرحم، ويجيد التهويل والتضخيم والنحر العام .
كل انسان له تجربة وحكاية مع كورونا .. سمعت حكايا كثيرة من مصابي كورونا .. وكل مصاب كورونا ابتكر قوة دفاع ذاتية لمقاومة الفايروس .. واجزم ان التجارب مع الفايروس لا تتشابه وتتطابق، وكذلك قصص النجاة والموت من الفايروس .
و ايا كانت الاخبار الجديدة والقادمة من كورونا .. فالفايروس عاث فسادا وخرابا ودمارا في البشرية .. وعلى كل الاصعدة، وفي فترة وجيزة فاقت كل الخيالات والتوقعات، ولا اظن ان حربا كانت قادرة على احداث هذه الفوضى والارباك في النظام العالمي، كوراث طبيعية كثيرة نالت من البشرية وحروب وصراعات سياسية .
قلبت مذكراتي، واتذكر كم فقدت وخسرنا من اقارب واصدقاء ورفاق .. وكم اسمع من شكاوى من الناس انقلبت احوالهم وحياتهم ومعيشتهم، والعلة والداء اصاب صحتهم وظروف عيشهم . وبالختام، دمتم بصحة وعافية وود، وسلام .
الدستور