فيلم " أميرة " واقتطاع مخصصات الأسرى
بدل أن تندب السلطة حظها وحظ الفلسطينيين وتتباكى على أموالها الضائعة التي تنهبها اسرائيل وترفض تحويلها إليها في ما تسميه " الاقتطاعات " كان عليها أن تجيب عن أسئلة كثيرة تتعلق بالقضية والقدس وخروقات الكيان التي لا تتوقف ، وكل ما من شأنه المس بقدسية فلسطين ، بل ويتعدى ذلك إلى كل شيء ليس بدءأ بالفلكلور والتراث ولا انتهاء بالاعمال الفنية وغيرها وكمثال ذلك ما أحدثه فيلم " أميرة " من ضجة عارمة .
لقد حذر رئيس وزراء السلطة جيش الإحتلال من " التداعيات الخطيرة " لكل تصرفاته في فلسطين المحتلة ، ولكننا لا نرى هذه التداعيات المزعومة إلا في مواصلة التنسيق الأمني في عموم المدن والقرى ، وفي تصليح بناشر السيارات العسكرية والقبض على مطلوبين بالإشتراك .
وبينما ينشغل الرأي العام بالحملة الموجهة لتشويه صورة الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال وما أحدثه الفيلم المذكور من ردات فعل غاضبة ، رأينا رئيس وزراء دولة فلسطين العتيدة يبشر الاسرى وذويهم وعائلاتهم بأنه تم اقتطاع مخصصاتهم من قبل الإحتلال ، مع أن اي موافقة على هذا الإقتطاع يعتبر مشاركة فيه بطريقة أو بأخرى ، لكون السلطة لا زالت شريكة مع الأوروبيين والأمريكيين الذين أعادوا إليها مساعداتها بمئات الملايين بعد فوز بايدن .
ولمن يسأل عن فيلم أميرة هذا الذي ملأ الدنيا وشغل الناس ، نكتفي بالقول : إنه فيلم تم ترشيحه للأوسكار وتم سحب الترشيح بعد الضجة التي أثيرت حوله عقب التأكد من محاولته البائسة تشويه قضية الأسرى في سجون الإحتلال وعلى الأخص قضية مقدسة لم يسجلها اي شعب في العالم عبر تاريخ هذا العالم ، وهي " تهريب النطف " من داخل الزنانين ، حيث يذهب الفيلم المذكور إلى تشويه هذه القضية ، وينهي مشاهده بأن نطفة ضابط إسرائيلي استقرت في رحم زوجة أسير بعد أن تم تهريبها ، في اجتراء قل نظيره ، وتواطؤ ندر حدوثه بهدف تشويه هذا الفعل الفلسطيني الفريد والمبتكر .
واللافت أن السلطة لم تقل شيئا، حتى بعد سحب الفيلم من ترشحه للجائزة العالمية ، بل ركزت على
أنها تعاني من وضع مالي صعب ، بنفس طريقة " التسول " إياها التي عرفناها وحفظناها منذ ايام شعارها الطنان : " ثورة حتى النصر " .
كان يفترض بالسلطة ولجنة الأسرى التابعة لها ، أن يقيموا الدنيا بسبب هذه الأقتطاعات التي ما كان لها أن تكون لولا تخاذل المتخاذلين الذين أقصى ما يردون به على اقتحامات المسجد وقتل الفلسطينيين بدم بارد واعادة عتقال الأسرى المحررين واحتجاز الجرحى والمرضى ، بأنهم " يحملون الاحتلال مسؤولية خرق القانون الأنساني الدولي وما تم توقيعه من اتفاقيات " وفق ما قالوا ، وكأن الكيان لا زال يعترف بهذه الاتفاقيات أو بمن ينفذها الآن من طرف واحد .
اذا كان فيلم " أميرة " اثار غضب فلسطين كلها والشعوب العربية والمنظمات الحرة بلا استثناء وحرك مشاعر وطنية في كل العالم العربي ، فإن من واجب السلطة التي " تقبض " الملايين أن لا ترضخ للإحتلال وتواصل صرف مخصصات الاسرى وعائلاتهم ، وايضا أن تنتج فيلما آخر بنفس العنوان أو غيره ، يرد على هذا الإفك وهذه الفرية ، .. فيلم ينقش في ذاكرة الأنسانية أن شعبا من شعوب الأرض ابتكر طريقة لم يفعلها أحد في التاريخ لاستمرار الحياة والمقاومة .
هكذا كان يجب أن ترد السلطة ولجنة ألأسرى التي اكتفت بالعويل .
جى بي سي نيوز