البلدية إنسان قبل قل شيء

تم نشره الأربعاء 15 كانون الأوّل / ديسمبر 2021 12:22 صباحاً
البلدية إنسان قبل قل شيء
رمزي الغزوي

ليس مستغربا التهافت الكبير والمستميت على الترشح لانتخابات اللامركزية في دورتها الجديدة، مع أن المشروع برمته وأرومته لم يثبت جدواه بل راينا وأحسسنا عبثيته وضعفه وانعدام حيلته. لكن البعض يفسر هذا التهافت من طرف الراتب الذي يشكل غنيمة باردة لمن سيظفر بعضوية المجلس في محافظته.
لكن الجو الأحمى والأسخن سنعيشه مع التحضير للانتخابات البلدية، وخصوصا التصارع على رئاستها، كونها تقرأ في مساقات المشيخة والمظهرة والمكتسبات العائلية الكبيرة التي تضاف إلى فخامة النيابة وهيلمانها.
في الأشهر المقبلة، إن لم تؤجل الانتخابات، سنشهد صراعات مثيرة، حتى في شبكات العائلة الكبيرة الواحدة، وسنشهد إقصاءات مقيتة بحق المرأة، وتهميشها عبر مهزلة الصندوق الداخلي المخالف للدستور. وسنلحظ اصطفافات وتحالفات تصل إلى مرحلة كسر العظم، وسنلمس تعصبا أعمى ورغبة جامحة بإلغاء الآخرين وطمسهم، وجاهلية أن الدم هو الرابطة الأقوى. وسيبقى الشيء الوحيد الغائب والمغيب عن المعركة هو برنامج عمل يقدمه ويتبناه مرشح من المرشحين.
البلدية ليست مشيخة، أو فرصة عمل متاحة، وليست (مضبّاً) للضجرين النزقين، أو فسحة للهرب من (مناقرات أم العيال). البلدية هيئة حكم محلية تدير شؤون الحياة من مهد الإنسان إلى لحده.
لم نرَ يوماً رئيس بلدية نال عقابا رسميا أو شعبيا، بل نراهم يعودون للترشح معتمدين على ذاكرة الناس (الذبابية)، التي تنسى كل شيء بعد ثوان معدودة، مهما حصل لها، ولهذا تعود الذبابة لتقف في الموضع الذي كان سيكون فيه مقتلها.
قبل سنوات تمنيت لو أن شاعراً أو أديب يصبح عمدة لعمان وأخواتها، شاعرا يؤنسناها ويجعلنا ندرك أن المدن كائنات حية لها روح تتنفس وتنتعش وترتعش، وتحلم وتتطلع وتفكر وتحنو.
لن أقول إننا بحاجة إلى شعراء في بلدياتنا، ليس لأنهم يرفضون الدخول في معمعيات، إن كانوا شعراء حقيقيين. بل ما أريده مرشحين من صميم معاناتنا اليومية. نريدها قبل أن يجدوا حلا للقمامة التي تخنقنا، أن يعيدوا ثقافة النظافة للحارات، وأن يجدوا حلولا للزحامات المروية والاعتداءات على الشوارع، وكيف صارت ميزة البلد: رمي الأنقاض في أي مكان.
في هذا الضوء المختلف: هل نعيد للبلديات دورها الحقيقي في الحياة؟ أي بأن تهتم وتشتغل ليس فقط بالشارع المسفلت والرصيف المبلط بل تهتم وتسعى إلى مكتبة للاطفال، وحديقة للعائلات وملاعب للشباب. البلدية إنسان قبل كل شيء.

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات