الأم تريزا
في إحدى زياراتي للهند، زرت الأم تريزا في «مدراس»، وكانت بالمناسبة هناك أثناء مروري في طريقي إلى سيريلانكا.
كان يجمعني بها حب العيش مع الفقراء، وكنت أرى فيها تجسيداً لكبار المتصوفة القديسة أفيلا، وابن عربي، ورابعة العدوية، والقديسة فاطمة وغيرهم.
تميزت عنهم بدعواتها للسلام، مما استحق معه جائزة نوبل العالمية.
اعترفت لي أنها بقيت عشرات السنين تعيش في شك، وتسأل نفسها كل يوم، هل الله حقاً موجود؟ هل يسيطر على مقاليد البشر؟
وكان أكثر ما يثير قلقها هو عناء الإنسان وخصوصاً الأطفال الذين يولدون ويموتون في سن مبكرة.
هل من عدالة الله أن يختار لهم البؤس والفاقة، ويختار لغيرهم العز والترف والجاه؟ وغير ذلك من الأسئلة التي تأتي مع الشك.
أخيراً اقتنعت، لأننا ننظر بمقاييس الحياة المحدودة، أما الله فينظر بمقاييس الأبدية والخلود.
تحول الشك عندها إلى يقين وإيمان، فأصبحت الراهبة الأم تريزا التي نعرف.
كلنا يقودنا العقل المحدود إلى الشك، حتى يأذن الله ونرى فجوة في جدار الظلمات تقودنا للإيمان.
أخذت من اللقاء دروساً كثيرة في الإيمان والتصوف.
نيودلهي، مارس 1982