ما لَكُم عليّ يمين !!
تركيب كلمات ابنة الجنرال قاسم سليماني، يوضّح أنها تعتبر والدَها وصياً على العراق !!
قالت السيدة زينب سليماني (30 سنة) إنّ والدها «كان يحب الشعبَ العراقي من صميم قلبه، ويفكر كثيرا بعراقٍ قوي، يكون شوكةً في عيون أعدائه». جاءت كلمتها تلك، خلال وقفة احتجاجية في بغداد، يوم أمس الأول، بمناسبة مرور سنتين على مقتل والدها.
راجعوا جملتها «إن والدها يفكر كثيرا بعراق قوي»!!
بصفته ماذا، كان سليماني يفكر كثيرا بعراق قوي؟!
يدخل ضعف أو قوة الجيران في حسابات ومقومات الأمن الوطني، لأية دولة. فقادةُ الدول واستراتيجيوها، يعتبرون الجارَ القوي القادر، طامعٌ ومتلمظٌ وخطيرٌ وفاجر. فلماذا يريد الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس، عراقا قويا جارا لبلاده ؟!
إن كلمة ابنة الجنرال، واضحة فاضحة، تكشف أن هدف مشروع نظام الملالي، ليس تحرير القدس، بل الهيمنة على المزيد من العواصم العربية!!
كنت سفيرا في المغرب (1998-2003) حينما وصل سفيرٌ لبنانيٌ جديد.
كانت لبنان تحت الوصاية السورية الكاملة، لمدة 30 سنة مخضبة بعشرات الاغتيالات الوحشية، قبل أن «ينسحب» الجيش السوري في نيسان 2005، إثر ثورة الأرز، التي اشعلها اغتيالُ الشهيد رفيق الحريري في شباط 2005.
تصادفت زوجتي مع زوجة السفير السوري في بازار دبلوماسي وسألتها إن كان السفير اللبناني وزوجته، قد قاما بزيارتهم، فردت بزهوّ وفشخرة، إنهما سيحضران غدا «ليبوسا الأيادي».
كان راسخا في قناعات زوجة السفير السوري، أن لبنان «ضيعة» سورية. فَجًنابُها تعرف أن الوزراء والنواب والسفراء والدبلوماسيين والمدراء والجنرالات ورؤساء البلديات اللبنانيين، كان يعينهم اللواء جميل السيد والجنرال غازي كنعان.
لقد وقر لديها أن لبنان «تحت البنديرة». هذا اليقين هو ما أملى على ابنة قاسم سليماني، تراكيبَها اللغوية بما تحمل من الدلالات السياسية. فلا شك عندي أن كلماتها هذه تحمل رسالة.
فخطابٌ سياسي تلقيه إبنةُ الجنرال، في وقفة احتجاج تهديدية، مثل مناسبة مقتل والدها، يكتبه قادةُ «جهاز اطلاعات» السري الإيراني، ويدققه مختصوه ويُفلّونه تحت المجهر.
ودائما، فإنّ المريبَ يقول لكم خذوني.
الدستور