المدعوم
عبارة «على دوري» الاستنكارية بكامل تنويعاتها ولهجاتها، هي من أكثر العبارات استعمالا من قبل المواطن الأردني، وهي تتغلغل في نسيجنا الإجتماعي وبنيتنا الدفاعية والهجومية معا.
-إذا خالفنا شرطي السير نصرخ بعبارة (على دوري؟؟؟).
-إذا تمت مخالفة المواطن لسرقة مياه او كهرباء.
-إذا فصلوا عنه التلفون والنت لأنه لم يدفع.
-إذا فصلوه من العمل لأنه تغيب لعدة أيام.
-إذا اعتقلوه في حال أطلق باغة من مسدسه بالهواء في عرس.
-إذا سرق من مكان عمله مبلغا متوسط الحجم.
-وإذا وإذا وإذا.
يكون الرد غالبا بعبارة:(على دوري؟) واشتقاقاتها، حسب المنطقة.
وقد عبر عن هذه المقولة ضميرنا الجمعي على شكل نكتة متداولة حول المكلف العسكري «خلف»، الذي يمتحنه المدرب، فيسأله كيف سوف يتصرف إذا هجم عليه أحد جنود العدو، فيقول خلف بأنه سوف يطلق عليه النار، فيقول المدرب:
- وإذا هجم عليك جنديان يا خلف.
قال خلف بأنه سيردي الأول بالبارودة والثاني سوف يطعنه بالسنجة، فيسأله المدرب كيف سيتصرف إذا هجمت عليه ناقلة جنود؟
قال خلف بأنه سوف يلقي عليهم قنبلة.
ويسأله إذا ترافق مع ذلك هجوم بالطيران، فكيف يتصرف، هنا «فقعت» مع خلف، وقال للمدرب:
- ول ول ول، على دوري؟ أي هوّه ما فيه في الجيش غير خلف؟؟؟؟.
بالتأكيد فإن عقودا من التمييز والظلم الاجتماعي وتهميش الكثير من الفئات أدت إلى ما وصلنا اليه،
وبالتأكيد فإننا سنسمع هذه العبارة دوما، ما لم تتم إعادة بناء المؤسسة الأردنية على قواعد المجتمع المدني، وليس على قواعد الواسطة والمنطقة وما شابهها.
وتلولحي يا دالية.
الدستور