سؤال الهوية!
من المؤسف أن يظل هذا السؤال حاضرا خصوصا والبلد يحتفل بمئويته. على أن ما يخفف وطأ هذا السؤال، ويزيدنا حسرة في ذات الوقت، هو أن معظم الدول العربية تعاني من هذه الإشكالية أو أشباهها.
منذ أكثر من مائة عام ونحن نعيش، أو يراد لنا أن نعيش، هذه الدوامة؛ هل نحن عرب أم مسلمون؟ هل هناك أمة عربية أصلا؟ هل نحن تقدميون أم رجعيون؟ هل يجب أن نتخلى عن تراثنا وثقافتنا وديننا حتى نلحق بركب الحضارة الغربية أم نستطيع ذلك دون التنكر لتراثنا وثقافتنا وديننا؟ من نحن؟
إشكاليات لا زلنا نعيش في دوامتها حتى هذه اللحظة، وهي إشكاليات مرت بها أمم وشعوب غيرنا.
على أن هذه الأسئلة أكثر ما تقفز، تقفز في مراحل الضعف والهوان، وتخبو في مراحل القوة.
عندما يغيب المشروع المشترك الجامع تقفز هذه الأسئلة، وعند وجوده تخبو.
عندما تغيب القيادات الفذة المنتمية لأمتها، والتي تجمع ولا تفرق تقفز هذه الأسئلة، وعندما تحضر تخبو.
عندما يغيب العدو المشترك ويصبح محل شك أو يصبح صديقا تقفز هذه الأسئلة، وعندما يحضر تخبو.
عندما تغيب العدالة تقفز هذه الأسئلة وعندما تحضر تخبو.
عندما يسلط الضوء على الاختلافات ويزاح عن القواسم المشتركة تقفز هذه الأسئلة، وعندما يحدث العكس تخبو.
السبيل