انتصارات اليمن واختطاف السفينة الاماراتية
ليس مستغربا أن يبدأ مسؤولو ملف اليمن في الأمم المتحدة العزف على وتر القضايا الانسانية من غذاء ودواء وغيرهما ، وذلك عقب الانتصارات الكبيرة التي يحققها التحالف العربي ضد ايران وأذرعتها العسكرية من حوثيين وحزب الله وغيرهما .
كنا قد كتبنا مقالا قبل ثلاث سنوات بخصوص الحديدة ، وتطرقنا فيه إلى أن الهم الانساني لا يعلو صوته لدى هؤلاء إلا بعد انتصارات يحققها الجيش اليمني الوطني والتحالف على هذه العصابات ، إذ إن كل تقدم يواجه بالبكاء والعويل على أوضاع حقوق الإنسان والفقر والمرض واللاجئين ، أما إن تعلق الأمر بتقدم للحوثي في مأرب أو غيرها فإن هذا المجتمع الدولي لا يصدر سوى تصريحات خجولة " يتمنى فيها على الحوثيين وقف الهجوم على مأرب " في انحياز خبيث كان ولا يزال مكشوفا ومفضوحا .
ولأن المعارك الأخيرة في مأرب ومحيطها وفي تحرير شبوة وما أنجزه الجيش الوطني والعمالقة والتحالف العربي في الفترة الأخيرة من انتصارات صارمة طرد خلالها الميليشيات الايرانية من مئات الكيلو مترات وحرر مديريات ومدنا ومناطق شاسعة ما نتج عنه انكشاف زيف قوة الحوثي وهشاشة ايران في اليمن : لان الأمر كذلك ، رأينا نفس الاسطوانة تدار بنفس اليد من خلال الاحاطات التي تقدم لمجلس الأمن والتي تركز على أن " على الأطراف ان توقف القتال " كما ورد نصا في كلمة المبعوث الأممي الرابع هانز غروندبرغ التي قدمها للمجلس قبل ايام ، وهو بذلك يعيد سيرة الألماني غريفت قبل أن ينقم عليه الحوثي أواخر ايام خدمته كمبعوث .
غريفت فعل فعلته عندما اقتربت القوات اليمنية من تحرير الحديدة ومينائها وهي العصب الرئيسي لقوة الحوثي ومموليه ، بحيث تم الضغط ووقف الهجوم تماما كما وقع عندما كانت القوات اليمنيةعلى أبواب صنعاء قبل سنوات .
هكذا يتم قراءة المشهد اليمني بتجرد ، فالمجتمع الدولي لا يريد لهذا البلد أن يتحرر ، وليراقب القارئ ماذا سينسج الغرب والشرق من مؤامرات جديدة بعد أن اعلن التحالف العربي عن اطلاق عملية " تحرير اليمن السعيد " .
لقد انكشفت ايران وانهزم الحوثي شر هزيمة في أكثر من مكان وخسر أغلبية مواقعه الهامة التي كان يرتكز عليها لاحتلال مأرب ، فرأيناه كاللص يتسلل الى المياه الدولية ويختطف سفينة اماراتية مدنية في عملية غادرة خططت لها ايران ، وجاءت كرد فعل على الهزائم التي تكبدتها في محاور القتال ، وبرغم كل ذلك نسمع من المبعوث الأممي الاخير ضرورة وقف القتال " حتى لو لم يتم القاء السلاح " كما قال حرفيا مع أن الحوثيين ليسوا دولة في المنظمة الدولية ولم يعترف بهم أحد .
وإذا رغبنا بتأكيد ما قلناه آنفا ، فإننا نتحول إلى بيان مجلس الأمن الصادر الجمعة والذي طلب من الحوثي اطلاق السفينة الأماراتية وتحرير طاقمها ، ولكنه - ايضا - طالب بالحوار السياسي ووقف التصعيد ، وهو نفس المحتوى السابق بنفس دلالاته ومضامينه ، وما تشهده مفاوضات فيينا دليل أكيد على هذا النهج المنحاز بعد أن تبين بأن قضية الصواريخ البالستية ونفوذ ايران الاقليمي ليس مدرجا ضمن المفاوضات ، وهو ما يعني بأن بايدن يعيد نفس سيرة سلفه الديمقراطي ، ولا غرابة في أننا سنسمع عما قريب أنه اشترى ايران بتحرير الأموال المجمدة والغاء العقوبات وبأنه - كما فعل اوباما : باع العرب ببلاش ! .
جى بي سي نيوز