سَرعوف وبشُّورة !
هل رأيتم حجم الانحطاط الذي وصلنا إليه في هذا الزمان الرديء؟ نشأت المدعي انه»الرسول» ، عاتب على أهل لبنان عدم تقديرهم أن «الرسالة النباتية السماوية»، خرجت من أرضهم، والتي تدعو إلى التوقف عن أكل اللحوم، خوفاً عليهم من «كارما» تخسف بهم الأرض.
لم يقل المعلم نشأت أنه نبي، ذلك افتراء وافتئات، قال إنه رسول مرسل من السماء، إنه أقل من نبي، وأكثر من حكيم، فلقمان الحكيم، والحكيم الترمذي، وأحيقار ابن سنحديب، أقل منزلة منه، وكذلك الحكيم جورج حبش، والحكيم سمير جعجع، وإن كان نشأت ضد الثورات، وضد شتم الرؤساء والوزراء والمسؤولين، وضد الأحزاب.
«المعلم» أنجز حتى الآن 11 معجزة، وكل ما ينادي به، ومعه «عالمة» الفلك، كارمن شمّاس، التوقف عن ذبح خلق الله من الحيوانات والطيور، وتناولها من شرائح «منحدرة» من البشر، والتوجه للنبات كمصدر وحيد للغذاء، فهل أخطأ المعلم وهو يدعو البشرية لأكل الفول؟
هل نشأت هو الوحيد الذي يدعي النبوة، والحكمة، وامتلاك أو احتكار المعرفة في هذا الزمان، وهل هو الوحيد الذي اختطف الحكمة، وهل هو الوحيد الذي يدعي بأنه وكيل الله على الأرض. يقول نشأت إن مصر 30 مليون مشعوذ. الحقيقة أن عددهم لا يزيد على 350 ألفاً، ولكن «المعلم» رفع العدد في لحظة غضب من أبناء أرض الكنانة إلى 30 مليوناً. الحقيقة تقول إن فاتورة الشعوذة في مصر سنوياً، تبلغ حوالي 40 مليار جنيه، هذا بالإضافة إلى جحافل عطارين وقنوات فضائية مخصصة لأعمال الدجل والكذب، لكن من يدعي النبوة أضعاف هؤلاء، من ساسة ومفكرين ونخب، نصبت نفسها فوق مستوى البشر، ومارست أنواعاً أخرى لا تقل خطورة في الدجل، عن ما يفعله نشأت وأمثاله.
الجهل والفقر هما ما يجعلان امرأة عاقراً تضاجع دجالاً حتى يبعد عنها نحس الشيطان، والفقر هو الذي يجعل الفقير يقول للكلب: «يا سيدي».
«نشأت» لم يظهر من فراغ، ظهر وسط الجهل والفقر وغياب التنوير والتعليم، فتصبح البيضة رمزاً من رموز الشيطان، لا مساعداً للجسم على تكسير الدهون، والتقليل من خطورة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بل تغدو البيضة شيطانة، وكارمن شمّاس «عالمة».
أين «طمطوم» والأطفال، كي يبعدوا الأضرار، عن أرضهم في الحال، حذار يا «طمطوم»، من امرأة مغرورة، بمكرها المزعوم، يدعونها «بشُّورة»، أعوانها «زعزوع»، دوماً يعاني الجوع، والمدّعي «سرعوف»، الكاذب المحتال، يزوره الأنبياء، وإله الشمس، والمريدون الأوفياء، فيضع المختال على جبينه «طلاسم نورانية»، ويحمل بيده صولجاناً، يحتمل كل أنواع الأذى في سبيل نشر رسالته النباتية السامية، وهو يعلم أن لا كرامة لنبي في وطنه، فكيف إذا كان هذا الوطن، من أكلة «الكِبِّة النيِّة»، وكيف يمكن أن يعتنق أهل الحبشة الدين الجديد، وقد أدمنوا أكل «القُرط»، لحماً نيئاً في مناسباتهم السعيدة، يا أيها الحكيم «خوخة».
أعتقد بضرورة تقديم مثل هؤلاء إلى الادعاء العام، وتوجيه تهمة الهرطقة وإفساد العقول والشعوذة، وإيداعهم المصحات أو السجون حتى ينزعوا عن جسدهم ثوب «التقمص الكاذب»، وعلينا تربية أجيالنا على التفكير العلمي، بعيداً عن رواية «زعبور» التي رواها له جدّه، وغُرِست في عقل «سِنان»، أن «نادر»، - طائر الرعد - يَسرق سُرَّة البطن، أن نعلّمهم أن يكونوا قريبين من الله سبحانه وتعالى، وبعيدين كل البعد عن «وكلاء» في الأرض، يختطفون العقول، جهلة، ومدعي حكمة، ومحتكري معرفة، وأشرار، من أمثال «سرعوف»، و»دعدوع»، و»بشُّورة»، وما أكثرهم !
الدستور