بِشر الخصاونة ... القوي المتماسك !
استمعت على امتداد 84 دقيقة، الى حديث الدكتور بِشر هاني الخصاونة رئيس الوزراء، مع قيدوم الإعلام الأردني، الصديق سمير باشا الحياري، مؤسس الرائدة عمون.
تميّز الحوار الذي تابعته بمتعة، بطلاقة الرئيس وتماسكه وقوة حضوره وثقافته العالية.
فقد استشهد بعشرات الأرقام التي يحفظها بحكم طبيعته التي أعرفها، التي تدخل في تفاصيل كل الملفات لكل الوزارات.
وقد عززت إطلالةُ الرئيس على عمون، قناعتي التي قلتها له معاتبا، لأنه لا يطلع على الإعلام، «انت بنطلع فيك»، ليقيني أنه قادر ومقنع ونبيل وأمين و»حافظ درسه».
وإن النزاهة لتقتضي، أن نأخذ الرئيس بظروفه، حين اختاره الملك لتولي المسؤولية التنفيذية الأولى، انها ظروف استبداد وباء الكورونا، التي كانت غاية في القسوة والوحشية، ومع هذا فقد أنجزت حكومته ما يدعو إلى الإشادة. حققت الاختراق الطبي الذي كان حاضرا عندما استشرت إصابات الكورونا، كما حمت الحكومة قوت العمال وصغار الكسبة والشركات.
ولا أُخفي أنني منحاز لدولة الرئيس بِشر هاني الخصاونة، وهو انحياز الكاتب والسياسي البصير، الذي يعتمد المقاييس الوطنية الموضوعية، المستندة إلى معرفة عن قرب، بكفاءة الرجل وايجابيته وقوته وأمانته.
وقد مست قلبي اشارتُه إلى مقام والده وإلى الجليلة والدته، واطراؤه على تعليقات رؤساء الوزارات السابقين، التي أرى أنها شجاعة نحتاجها من بيوتات الخبرة.
وأي فضل لمن يتولى المسؤولية في ظروف الرخاء والبحبوحة ؟!
إنما يكون الفضل لمن يتولى المسؤولية في ظروف قاسية قاهرة، كالتي نحن فيها اليوم، التي علاوة على فظاعتها وفظاظتها، يرافقها إلقاءُ السواد على الإنجازات، وانكارها والانتقاص منها، والتهكم عليها، وأغراقها بالإشاعات والافتراءات.
ويشهد الله أنني أُشفق على كل من يتولى المسؤولية العامة في هذه الظروف، وأتضامن معه من كل قلبي، وأخص بالتضامن، الوزراء والأمناء والمدراء العامين، وحتى أصغر موظف وطبيب وتمرجي.
«منصات التطاول»، تلقف وتشيع كل ما يقذف إليها من هراء، فيوزعه العاقلُ قبل الجاهل الذاهل، والكبير قبل السطحي والصغير.
كان «حظ» بِشر هاني الخصاونة، العمل في ظروف وأجواء غير مسبوقة في قسوتها، والحصيلة أنه لم يجزع ولم يتضعضع، رغم أن ما طاله من إساءات وتشويه متعمد «يهد الحيل».
أرجو أعزائي أهل الإنصاف والنزاهة، أن تشاهدوا مقابلة الرئيس المجيدة فعلا مع موقع عمون، لتتيقنوا أنّ الرجلَ ذو حضور باهر، وعزم وثقة وايجابية.
الدستور