ما قبل حل الدولتين..
خطوة رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح بفتح باب الترشح لاختبار رئيس وزراء جديد، دون موافقة حكومة الوحدة الوطنية، والمجلس الرئاسي (في الغرب)، يمثل الخطوة ما قبل الأخيرة لإعلان حل الدولتين في ليبيا،دولة الشرق وعاصمتها بنغازي،ودولة الغرب وعاصمتها طرابلس ،وربما الإقليم الثالث يصاب بالعدوى ويذهب إلى انتخابات وتشكيل حكومة وما إلى ذلك.
حل الدولتين يبدو أنه لن يكون بين الفلسطينيين وإسرائيل، بل بين العرب المتقاتلين في ليبيا والسودان وربما دول عربية أخرى، وطالما أن المجتمع الدولي يعترف بالحكومة الوطنية وبالبرلمان الليبي فإن الواقع اليوم يتمثل في وجود سلطتين فعليا على الأرض، ففي الشرق الليبي هناك جيش بقيادة خليفة حفتر، وهناك قضاء تابع له، وبرلمان موالي له، ومؤسسات كاملة ومنفصلة وتتلقى التعليمات منه،وفي الغرب الليبي هناك جيش وقيادة مستقلة تتبع حكومة الوحدة برئاسة عبدالحميد الدبيبة، وهناك حكومة وقضاء مستقل ومؤسسات كاملة، ولا يوجد ما يشي بأن إمكانية الحل السياسي سوف يكون بوحدة ليبيا، وإذا نجح رئيس البرلمان وشكل حكومة جديدة فإنه سيصبح لدينا حكومتين، وهذه الخطوة تسبق إعلان دولتين كنهاية طبيعية لمسار الحل السياسي.
السودان هو الآخر على ذات الطريق، فكل المؤشرات تذهب إلى أن البلاد مرشحة للتقسيم الثاني بعد انفصال الجنوب، خاصة أن قوى في الأقاليم ترى أن بقاء الولايات موحدة أمر لا يستقيم وحكم العسكر.
حل الدولتين..فكرة جرى التوافق عليها بعد مسار عملية السلام العربية وإسرائيل،في مؤتمر مدريد 1991م، وملخصها في قبول الدولة العبرية بقيام دولة فلسطينية مجاورة لها، ومنزوعة السلاح، على أن يصار إلى اعلان نهايات العداء والحروب بين العرب وإسرائيل،وتعثر مشروع حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينين لكنه نجح بين الفلسطينيين أنفسهم ففي غزة سلطة مستقلة برئاسة ومؤسسات تنفيذية وامنية وقضاء مستقل، وفي الضفة الغربية هناك سلطة سياسية وأمنية قائمة لوحدها، وعلى ما يبدو أن فكرة حل الدولتين ستجد طريقها بسرعة في بعض الاقطار العربية وبرضى الفرقاء كنهاية لدوامات الحروب المفتوحة والدماء التي سفكت، وما نراه اليوم في ليبيا هو تطبيق عملي لأول خطوة ما قبل إعلان حل الدولتين وانتهاء المسار السياسي والامني لحل الأزمة الداخلية بين فرقاء الوطن الواحد..ويبقى السؤال..هل مشروع حل الدولتين ينهي الخلافات والعداوات القائمة بين فرقاء الوطن الواحد أم غير ذلك؟!.
ما قبل حل الدولتين في ليبيا هو النموذج الذي سوف تعممه الأمم المتحدة وتنفذه الدول الكبرى والاقليمية، على قضايا المنطقة العربية،ومن يرى غير ذلك، فما عليه سوى اقناعنا بامكانية قبول الفرقاء في الوطن الواحد العودة إلى حلم وحدة أبناء الشعب الواحد وليس حلم الوحدة أو الإتحاد العربي .
الدستور