السلام مع الذات !!!
من منا لا يرتكب خطأ او يتخذ قراراً غير صائب او يجرح مشاعر شخص ما او يتعرض لمواقف محرجة لا يستطيع فيها ان يتخذ قراراً فيؤنب نفسه على ذلك ، والمواقف كثيرة التي تجعلنا ساخطين على انفسنا ، حيث نتساءل هل نحن ضعفاء ام غريبي الاطوار او سخيفين او مساكين ، اولا نتعلم من اخطائنا او نبحث عن من يتحمل اخطاءنا وما يترتب عليها .
وكأننا نعاقب انفسنا بشتى انواع العقاب ، حتى لا نستطيع ان ننام فنحرم انفسنا النوم والراحة لنستمر بالتفكير ، خاصة عندما ننأى بأنفسنا عن مواقف فيه جمع كبير لا يخلو من الاقرباء والاصدقاء ، ومع ذلك كله وبكل عقلانية واتزان نبحث عن الصفح مع الذات ، فهو أمر هام حيث ان الصفح عن الذات هو تحملنا للمسؤولية عن تصرفاتنا بكل جدية ، متفهمين للدوافع التي اجبرتنا لاتخاذ تلك المواقف والتصرفات او تقصيرنا في اداء واجباتنا اتجاه الآخرين وعدم الاستعداد المسبق لذلك .
فعلينا ان ننشر السلم دوماً مع النفس والرحمة والطمأنينة والمسالمة هي الاساس ، وهي تتطلب روحانية لتعزز فكرنا وتلهمنا اختيار الموقف السليم اللا إنفعالي واللاعقلاني واللا متزن وأن نعترف بأخطائنا وتقصيرنا إن وجد ذلك .
فالسلم مع الذات له مرحلتين الاولى ان نسامح انفسنا عن اي فعل مؤذِ او مسيء قمنا او كنا سنقوم به ، اما الثانية فهو ان نقر بأننا بشر نحتكم الى مشاعر واحاسيس تتفاعل مع المواقف المختلفة ، وأن نعترف بتقصيرنا او اخطائنا ان وجدت وان لا ندافع عنها ونحن مقصرين .
واحياناً نكابر ونجامل بتصرفات لا نستطيع ان نتحكم بها رغم اننا مسؤولين عنها ، فعلينا ان نحتوي انفسنا في قلوبنا لنفهم المواقف والمشاعر الايجابية ، وعلينا مواجهة المتغيرات المختلفة الايجابية والسلبية بكل عقلانية واتزان فهناك اناس كثيرون لا يرون ما يصنعه الاخرون ، الا العيب والجهل والتخلف ليكونوا دوماً محل نقد ، فيكون ردنا على ذلك بطريقة غير صحيحة توقعنا في اغلاط ومسؤوليات ومهاترات دنيوية ، لنصبح نحن في موقف مخطيء ، فعلينا ان نمضي في خدمة وطننا دون الالتفات لم يحاول اعاقتنا او تشتت انتباهنا الى مجادلات عقيمة لا جدوى منها سوى المهاترات التي لا تجدي نفعاً .
وعلينا ان نستفيد من كل نقد بناء وعملي يصوب المسيرة ويجنبنا الاخطاء ، وعلينا ان نتجاوز كل صيحات النقد الخالية من المضمون الحقيقي ، فهناك اشخاص لا يجدون في الورد عيباً فيعيبونه بأنه أحمر الخدين .
لذلك دوماً هناك تحضير مسبق لكل شيء مدروس من كل جهة رسمية او قطاع خاص ، ومدروس من قبل كافة الجهات المشتركة بالمسؤولية ، وعليها ان تتحمل كافة المسؤوليات عن اي اخطاء مشتركين لا منفردين ، لان نتائج تلك الاخطاء تنعكس اولاً واخيراً على المصلحة العامة والمجتمعية والفردية والوطنية اياً كان نوع ذلك الخطأ .
ولقد مررنا في ازمات متعاقبة كانت نتيجة تقصير في اداء العمل ، واخطاء كان نتيجتها عكسية وسلبية ، واصبح الكثيرون يبحثون عن مخارج مرضية ، فلم يجدوا من يقنعهم بذلك لتتكرر الاخطاء .
الدستور