تقرير امنستي واعتبار اسرائيل " دولة فصل عنصري "
لأول مرة في التاريخ تصدر منظمة دولية رسمية ، تقريرا تصنف فيه " إسرائيل " دولة فصل عنصري " ما اعتبر تحولا مهما غير مسبوق :
فبعد اربع سنوات من العمل الدؤوب أصدرت منظمة العفو الدولية - امنستي - الثلاثاء الماضي تقريرها الذي يعد الأول من نوعه الذي يعتبر الكيان ( أبارتهايد) بكل ما في الكلمة من معنى .
الولايات المتحدة الأمريكية ، - كعادتها - رفضت التقرير رسميا ، لتتلقى موجات من الأسئلة والإنتقادات على تحيزها الأعمى للكيان وتكريس كل قوتها الدولية لحمايته .
وبالتأكيد رحبت كل المنظمات العربية والبرلمانات وبعض الحكومات بهذا التقرير الهام ، بمن فيهم طبعا الفلسطينيون الذين هم أصحاب الشأن .
وتنبع أهمية التقرير ، بالإضافة إلى عملية التصنيف ، من كون المنظمة الدولية تعاملت مع الفلسطينيين ككتلة واحدة ، حيث شمل تقريرها فلسطينيي الخط الأخضر والضفة والمخيمات في الخارج ، ما يعني بأن هذا التقرير بات وثيقة دولية تعيد تثبيت وحدة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج بشكل رسمي وتؤكد مصيرهم المشترك وتعرضهم للعنصرية سويا ، مضافا إليه ما وثقته الأمم امتحدة " الاونروا " وغيرها من ترسيخ لهذه الهوية لملايين الفلسطينيين المسجلين في الداخل والشتات ، ولا نريد الحديث عن تقارير هيومان راتس ووتش التي لا توفر مناسبة إلا وتفضح فيها جرائم الكيان .
ومن أبرز ما أورده التقرير الذي جاء في 182 صفحة تحت عنوان " نظام الفصل العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين " : أن الكيان يمارس الإضطهاد على الفلسطينيين أينما كانوا وحيثما حلوا ، مشددة على أن الفصل العنصري يمس بالإضافة إلى احتلال البلاد أكثر القضايا حساسية في حياة البشر وهي التفريق بين العائلات وهدم البيوت ومصادرة الأرض ، وقد علق عليه مدير المنظمة بول اوبراين من خلال تصريح أطلقه من الولايات المتحدة عقب صدوره حيث قال : " من الخليل إلى غزة والقدس والنقب ، يتم تجريد الفلسطينيين من حقوقهم طوال عقود ، وهذا يشكل جرائم ضد الإنسانية كما وإن الولايات المتحدة تسهل الأمر على اسرائيل في هذا الجانب " وهذا تصريح رديف لما قالته المنظمة عن أنها ستواصل فضح جرائم الفصل العنصري الذي يمارس على الفلسطينيين ، متحديا - اوبراين - بذلك موقف الولايات المتحدة الرافض للتقرير ومحتواه .
إذن : هو تصنيف لم يكن يحلم به أي فلسطيني منذ احتلال فلسطين لغاية الآن ، فكيف سيتم استغلاله لخدمة القضية ، أم أن الساسة الفلسطينيين سيكتفون بالمهرجانات والخطابات والإحتفالات والتغريدات والتهاني ، في الوقت الذي يواصلون فيه التنسيق الأمني مع الكيان .
لقد جاء هذا التصنيف ليس فضحا للعنصرية الصهيونية ضد الفلسطينيين فحسب ، ولكن ليفضح كل مسؤول فلسطيني يسوغ بعد الآن لهذا الكيان أو ينافح عن العلاقة به بحجة مصالح الشعب العليا ، ومن حق كل فلسطيني أن يقول لأي مسؤول يفعل ذلك بعد الآن : استحي على شواربك " ! .
جى بي سي نيوز