مَضامينُ الرِّسالةِ الملكيّةِ.. عناصرُ تَعافٍ وأَمانٍ
ليسَ من المُمكن تَخطّي سلسلةِ المواقف الملكيّة خلال لقاءاته الأخيرةِ مع مُختلف القطاعات، ونحنُ نقرأ رسالةَ جلالته التي احتوتْ مَضامين عدّة نحو رؤيةٍ مستقبليّةٍ للدّولة والمواطنِ.
ثمّة تحدياتٌ تواجهها الدّولة في هذا الأَوان، فموضوعُ اللاجئين وتقليصُ المُساعدات الدوليّة يفرضُ نفسه على مُوازنة الدّولة، التي ستكونُ خلال أيامٍ أمامَ مجلس النّواب بما تَحتويه من أعباء ثقيلة فَرضتها تداعياتُ جائحة كورونا، التي لم تنتهِ بعد، ولا يزال مسلسلُ المُتحورات يلعبُ دوراً بارزاً في إضافة المزيدِ من المتاعبِ الماليّة والاقتصاديّة على المُوازنة.
الملكُ يريدُ للبلاد أن تتجاوزَ سلسلةَ الأزمات الرّاهنة والتّحديات المَاثلة، وأن تعبرَ إلى برِّ الأمان، وهذه الرُّؤية الملكيّة إصلاحيّة حَداثيّة تستندُ في جانبها السياسي إلى تعديلاتٍ دستوريّةٍ، ساهمتْ في خَلق أفكارٍ وواقعٍ جديدٍ "مجلس الأمن القوميّ" مثلاً، وتشريعاتٍ سياسيّة تتعلّق بـ"الأحزاب والانتخاب" تمنحُ أكثر من 70 ٪ من الأردنيين فرصةً ذهبيةً، للانخراط في عملٍ جماعيٍّ عنوانُه الحياة الحزبيّة البرامجيّة، والذي من شأنه الإسهامُ في بناء الدولة كما يُريدها الملكُ "فتيّةً، عفيّةً".
الرُّؤية تذهبُ إلى مسارٍ اقتصادي يرتكزُ على الزّراعة كمدخلٍ آمنٍ وجدارٍ استناديٍّ يعززُ من تعافي البلادِ اقتصادياً ويُضيف عنصر قوةٍ لها، فقد أثبتتْ تجربةُ كورونا أنّ الدّواء والغذاء أولويّة مُهمة جداً للبقاء على قيد الحياة كدولةٍ، وهو ما نَجحنا به خلال العامينِ الماضيينِ، ونُريد أن نرتقيَ بهذه المَلفات إلى أعلى الدّرجات.
البطالةُ والفقرُ أولويةٌ ملكيةٌ وهاجسٌ لدى جلالته، وتعزيزُ حضور المرأة والشّباب في الحياة السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة هي عناصرُ قوة إضافيّة للدّولة.
كما أنّ حديثَ الملكِ عن وِرَش العمل في الدّيوان الملكيِّ، لا ينفصلُ عن وِرَش العمل الوطنيّة التي يَقودها جلالتُه على مُختلف الأصعدة، للعبورِ بالأردنِّ مِئويتهُ الثّانية في أفضلِ واقعٍ وقادر على الاستفادة من تَجارب المِئة عامٍ الأُولى.
هناكَ نحو 16 ورشةً تعملُ الآن على دراسةِ ما يُمكن تَسميته "مخططاً شمولياً" للواقعِ الاقتصاديّ، وكلُّ واحدةٍ من هذه الورشِ تختصُّ بموضوعٍ مُحددٍ لتُشكّل بمجموعها سلسلةَ تَوصيات تُضيء بشكلٍ إيجابيٍّ على مَسارات العَملِ خلالَ الفترةِ المُقبلةِ.
الدستور