عدنان أبو عودة وسر السمعة

تم نشره الأحد 06 شباط / فبراير 2022 12:49 صباحاً
عدنان أبو عودة وسر السمعة
د. مهند مبيضين

في شهر حزيران 2007 اجريت مع الراحل عدنان ابو عوده حوارًا لمجلة المجلة اللندنية، (ونشر بالتزامن على موقع عمون) كان غاية في الجرأة والوضوح، وجدد دعوته لحل السلطة الفلسطينية، وكعادته يفجر الراحل الكثير من الأسئلة والاستفهامات، حول النضال الفلسطيني ومسار السلام والحق الفلسيطني، وكذلك الحال في السؤال عن الملفات الاردنية.
لا أدعي هنا أني صديق للراحل، لكن اعتقد أنه كان بيننا مودة، وكنا جميعا من دائرة معارفه أغنياء به جميعا، كان ذا فراده في النخبة الوظيفية الاردنية بفرادة لا حدّ لها، وقد شغل كل المناصب المهمة في الأردن من مستشار ملك إلى وزير بلاط إلى رجل مخابرات مسموع القول، إلى ممثل للأردن في الأمم المتحدة إلى عضو مجلس وطني استشاري، إلى وزير اعلام أردني في ظرف حرج وغاية في الدقة، وفوق ذلك كله كان من الحاسمين في دائرة قرارات وخيارات الملك الحسين رحمه الله، وليس ادل على ذلك من دوره في صياغة اهم قرارات الأردن مع القضية الفلسطينية وهو قرار فك الارتباط 1988 والذي كان من صياغته .
كان أبو عوده في كل ذلك وفي تلك المواقف، حصنا أردنيا منيعاً، وواضح بكل ما للكلمة من معنى، ظلّ وفيا للدولة، والمؤسسات التي خدم بها، وكذلك لعلاقة التي ربطته بالملك حسين.
لكن السؤال هنا عن السمعة التي بناها ابو عوده، وسرها كان يكمن في قدرته على الاستقلال بالرأي، لم يكن يتبهنس او يتردد، بل كاشف وواضح إلى حدّ يزعج البعض، ويجعل جرأته مدار سؤال عند الجنباء ممن يرون أن على رجل الدولة الصمت، تلك مبالغة لا تستقيم والتاريخ الذي يبجب أن يخرج من صدور الرجال.
نعم كان عدنان أبو عودة مستقلًا، ورائدًا في التدوين والتوثيق اليومي، وهو ما كان حصيلة يومياته والمستدرك عليها وهما عملين كبيرين نشرهما المركز العربي للابحاث في الدوحة، وكان العمل عليهما مظنٍ وكبير.
وحين كُلّفت بمراجعة عمله الأول وهو اليوميات بين عامي 1970-1980 قد اخذت وقتا طويلا في المراجعة، ولكن الامهم أنك تتعلم منه، والأهم أنك ترسل إليه الطلاب للتوثيق والإفادة منه في رسائلهم، أنه كان يفتح باب داره لهم أو يأتي للجامعة ويقابلهم، على الأقل ذلك ما فعله مع طلابي في الدكتوراه، في حين أن آخرين كنا نلتمس منهم ذات الطلب ويتمنعون للأسف بطرق وأسباب واهية.
رحمك الله أبا السعيد، وغفر لك. فقد كان غيابك خسارة فادحة، وحسبنا إنا لله وإنا إليه راجعون.

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات