الطفل ريان.. القصة غير الكاملة
نهاية حزينة للطفل المغربي ريان رحمه الله.
بالرغم من متابعة الملايين قصته وفي بث حي ومباشر لحظة بلحظة، إلا أن ذلك البث المباشر كان قاصرا عن الإحاطة بكل الصورة!
لا أحد يعلم حتى اللحظة متى توفي ريان، وحتى البيان الرسمي الذي أصدره الديوان الملكي المغربي لم يحسم الأمر، وحتى الصور التي التقطت أثناء خروجه من الحفرة روعي فيها أن لا تعطي ملايين المتابعين معلومة حاسمة: هل كان حيا أم ميتا؟
المفارقة أن صورة المئات الذين أحاطوا بالبئر ينتظرون بشغف أخبار ريان، وعشرات وسائل الإعلام المحلية والعالمية ومئات الصحفيين الذي تجمعوا هناك، ومئات الملايين الذي تسمّروا خلف هواتفهم، كان يقابلهم طفل وحيد لم يبلغ الخامسة من عمره في حيز ضيق مظلم بارد موحش، ربما لم يتسن له سماع صوت سوى صوت صفير الرياح الداخلة والخارجة.
كم كانت تلك صورة قاسية!! كم عانى ذلك الطفل المسكين!!
لم يعلم ريان أن والداه وأهل بلدته وأهل المغرب والعرب والعالم كله كان يتابع وضعه!! كان يشعر بالخوف والوحدة والجوع والألم! كان لا يعلم إن كان أحد علم بما حل به!! بالتأكيد كان يصرخ ويبكي وينادي، ولكن لم يجد إجابة!!
لا نعلم إن استطاع المنقذون إرسال رسالة له أنهم يبحثون عنه، ولكن دعونا نتخيل لو أن ريان كان يتابع كل تلك الجهود المضنية لإنقاذه، ترى هل كان سيستسلم للموت بسهولة، أم كان سيقاوم وسيقاوم؟!
إنه الأمل يا سادة؛ ما دام الأمل موجودًا، فإن روح المقاومة ستظل محلقة، وإذا فقد فسيتسلل الاستسلام إلى البدن والروح.
السبيل