فاتورة الكهرباء ..الانتقال من عصر المواطنة الى عصر الزبائن
أكد مدير عام شركة الكهرباء الوطنية المهندس أمجد الرواشدة، إن تشغيل محطة الرامة الكهربائية سيكون في صيف هذا العام لزيادة كميات الطاقة الكهربائية المصدرة إلى فلسطين من 40 ميغاواط حاليا إلى 80 ميغاواط وفق الاتفاقية الموقعة بين الجانبين.
التوقيع على اتفاقية إنـشـاء محطة تحويل الرامة 132/33 ك.ف (المرحلة الأولى اعلن عنه في مايو من العام الماضي بقدرة تحويلية 1x80 م.ف.أ)، لغايات رفع قدرة الـتـزويـد بـالـطاقة الـكهـربائية المصدرة لشركة كهرباء محافظة القدس تضمن (عقد بيع الطاقة) مضيفا دخلا جديدا للشركة الوطنية ومتخففا من اعباء المديونية والشركاء الاستراتجيين.
جهود الاردن للربط الكهربائي تسارعت خلال الاعوام الثلاث الفائته بحسب التقرير السنوي لشركة الكهرباء الوطنية في الأردن المنشور في سبتمبر ايلول من العام الفائت 2021 ؛ اذ تـم التـوقيع على مـسـودة عـقـد تــزويــد الـطـاقـة الكهربائية من الجانب الأردني إلى الجانب العراقي كمرحلة أولــى للمشروع، والتوقيع على آلـيـة تنفيذ المشروع بـيـن الـجانبين ممثلا بشركة الكهرباء الوطنية، والشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية (المنطقة الوسطى) خلال يوليو تموز 2021.
النشاطات المتسارعة لم تقتصر على فلسطين والعراق وسوريا من قبل اذ اشار التقرير السنوي للعام 2020 تجديد مذكرة الـتفاهم للربط الكهربائي الاردني الخليجي خلال عام 2019، بإدخال الجانب المصري ضمن مشروع الربط،؛ وبحسب التقرير السنوي فقد تم تعيـيـن مـسـتـشـار عالمي لإعداد دراسات الجدوى الفنية الاقـتـصاديـة والبيئية للمشروع، المتوقع انتهاء الدراسات الخاصة بها خلال لعام الفائت 2021.
شبكة الربط الكهربائي على وشك الاكتمال بانضمام السعودية بعد توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الكهرباء السعودية ووزارة الطاقة والثروة المعدنية الاردنية فور الانتهاء من اعداد الدراسات العام الفائت 2021؛ مذكرة فوضت الشركات المعنية في كلا البلدين لإعداد اتفاقيات الربط واختيار النموذج الافضل لتمويل المشروع.
الإجراءات التي تم اتخاذها لغايات الربط الكهربائي الأردني مع دول مصر وسوريا وفلسطين والسعودية والعراق، و الربط الكهربائي الأردني- الخليجي- المصري والفلسطيني ؛ تثير حيرة المواطن الاردني والمراقبيين للمشهد المحلي الذي استبق قطف ثمار هذه الجهود والنشاطات بالاعلان عن زيادة فلكية وكارثية على اسعار الكهرباء.
لم تخلو الزيادة على اسعار الكهرباء من حس التذاكي ان لم تكن الفهلوة؛ فهي ضربة استباقية موفقة تستحق الاعجاب والتقدير؛ استبقت قطف ثمار الربط الكهربائي والحد من كلف الانتاج والامداد؛ زيادة تدل على ذكاء وعقل تجاري خارق عامل المواطن باعتباره زبون مستهلك لا باعتباره مواطن متلقي للخدمات؛ انها عقلية الشركة اليس كذلك؟.
ختاما.. فاتورة الكهرباء الجديدة اعادة صياغة العلاقة بين المواطن و الحكومة وفق عقد جديد؛ عقد تجاري وليس اجتماعي نقل العلاقة من عصر الخدمات والمواطنة الى عصر الزبائن و الارباح؛ ليتساوى المستهلك المحلي بنطيره في الاقليم فهو مجرد زبون.
السبيل