اوكرانيا والعرب
ما قاله الجنرال الأمريكي إريك كوريلا المرشح لموقع القائد العام للقيادة المركزية الأمريكية خلفا للجنرال فرانك ماكنزي خلال جلسة استماع في الكونجرس ينبغي التوقف عنده مليا ، ذلك أن ما طرحه هذا الجنرال الذي خاض عشرات الحروب من بينها العراق وافغانستان يمس منطقتنا وشعوبها .
فبالنسبة للغزو الروسي لأوكرانيا إن حدث ، فإن الجنرال توقع أن يتأثر الشرق الأوسط بهذا الغزو الذي سينعكس على ملفات عدة ، منها مثلا الملف السوري ، وقد قرأ البعض من بين سطور هذا التصريح أن بوتين قد يقوم بتفعيل جبهات في سوريا تزامنا أو مرحليا مع الهجوم على كييف .
لجنة القوات المسلحة التي استمعت لكوريلا شددوا على سؤال التداعيات المحتملة ، وتلقوا إفادة بأن الصين دخلت منطقة النفوذ الأمريكي بما في ذلك البلدان التي يعول عليها الجيش الأمريكي في جمع معلومات استخبارية مختلفة ، ومن بينها افغانستان ، وللخروج من هذه " الورطة " شدد الجنرال أنه لا ينبغي للولايات المتحدة ترك الشرق الأوسط للروس والصينيين ، كما لا ينبغي لها ترك وسط وجنوب اسيا ، لافتا إلى عدة اسباب تحاول اعاقة النفوذ الامريكي ومن بين ذلك " ايران " التي يرى بأن هجمات وكلائها في المنطقة تعيق تفرغ واشنطن للمحيطين الهندي والهادي وهو ما يعني تشتت القوة الأمريكية التي باتت تواجه مزيدا من التحديات .
ينبغي للعرب أن يقرأوا ما قاله الجنرال كوريلا بتدبر ، ففي ظل هذا المخاض الذي سينجم عنه ولادة نظام دولي جديد ، آن لهم أن يستوعبوا بأنهم مضغة سهلة في فم الأسد ، وبأنهم ليسوا جزرا نائية محصنة في كوكب آخر خارج درب التبانة .
جى بي سي نيوز